همسة لكل قائد .. صالح بن فرحان الحريري

تتبنى العديد من المؤسسات في وقتنا الحاضر منهجية التغيير والتطوير المؤسسي سعيا لتحقيق نمو أعلى من الأرباح وتخفيضا للتكاليف العالية التي بين عشية وضحاها اكتشفوا بأنها كذلك! لاشك أنه في ظل غياب القيادة الفعالة التي يدعي معظم الرؤساء التنفيذيون أنهم يمارسونها وهم أبعد مايكونون عنها من واقع مشاهدة واطلاع على كثير من الأساليب التي يتبعونها مع مرؤوسيهم ومدى تحكمهم بنتائج الأداء العام فإني أرى فيهم القائد الجيد والقائد السيء فجميعهم قادة ولكن منهم الفاروقي ومنهم الفروعوني فعمر بن الخطاب رضي الله عنه أطاعوه الصحابة وبقية العرب حبا فيه ورجاء ماعند الله فكان اتصال الفاروق النفسي مع رعيته اتصالا وثيقا متينا يعتمد على أصول ثابتة متصلة الى الله سبحانه،، أما فرعون فأطاعوه قومه خوفا منه فأثّر فيهم وقادهم الى الخير وهو الشر الذي يحسبونه خيرا والى الشر الذي هو شرا فماكان منه الى انه اوردهم النار التي سيقودهم لها!

القيادة الفعالة في المؤسسات الخاصة تغيب في أغلب الأحيان فمثلا يختفي أسلوب الشفافية فيها فيصبح الفريق يعمل بلا وضوح ولا رؤية مما يجعل أهدافهم هشه ركيكة التنفيذ وبعيدة التحقيق، كذلك غياب العدل بين فرق العمل فغالبا تطغي القبلية والعنصرية عليهم فتصبح المؤسسة ملك لقبيلة كذا او عائلة كذا فكلهم شذر مذر والأمثلة كثيرة!!

يحارب القائد السيء لإثبات نفسه على حساب فريقه وترتفع لغة الأنا لديه حتى يصبح هو البدر في ليلة صيف ولكن لا يلبث حتى يحرقه ذلك الفجر الحق!

يناضل القائد الجيد من أجل إبراز فريقه لترتفع لغة التعاون والانجاز وكف القوة الى الأعلى حتى يشعر كل عضو بالفخر والاعتزاز  بقائده!

القيادة الفعّالة أن يكون التعاون هو سفينة النجاح والشفافية والوضوح أشرعتهم وأن يكون تجذيفهم نحو هدف واحد لتحقيق استراتيجية هادفة رابحة.

Exit mobile version