خبراء ومختصون: الرسوم ستدفع شركات التطوير العقاري إلى تغيير إستراتيجية عملها بشكل كبير

ألقت لائحة رسوم الأراضي البيضاء ظلالاً واسعة في قطاع التطوير العقاري الذي سيكون السبيل الوحيد للحيلولة دون تطبيق الرسوم على الأراضي البيضاء (الخام) التي تشملها المرحلة الأولى للمساحات التي تزيد على عشرة آلاف متر.

ويرى الخبراء والمختصون أن قطاع التطوير العقاري سيكون أمام مرحلة مهمة، وتحد كبير لأنه الوحيد القادر على تحويل الأراضي البيضاء إلى (مطورة) خاصة أن مساحات كبيرة من هذه الأراضي يمتلكها أفراد، وهم في الغالب تجار أو شخصيات معروفة، ومعظمهم غير قادر على التطوير بنفسه لغياب الخبرة من جهة، وأهمية أدراك متطلبات السوق والمرحلة من جهة أخرى، وهذه لايدركها إلّا مطورون من ذوي الخبرة.

وأبدى عبدالرحمن المهيدب المتخصص في قطاع التطوير العقاري تفاؤله الشديد بانتهاء مرحلة الأراضي الخام في مدن الرياض وجدة والدمام، مشيراً إلى أن بدء المرحلة الأولى للرسوم يعزز فك الاحتكار, وقال: “أرى أن الرسوم ستدفع شركات التطوير العقاري إلى تغيير إستراتيجية عملها بشكل كبير، بحيث يكون هدفها الأساسي توفير الأراضي الصالحة للبناء، ومن ثم عرضها للبيع، تمكن الجميع، سواء أكانوا المواطنين أم الشركات من شرائها، وهؤلاء المواطنون سيكونون أحرص على استثمار الأرض ببنائها، وليس اكتنازها كما كان في السابق”.

ورصد المؤشر العقاري ارتفاعاً في سيولة شهر شعبان الماضي إلى 28.3 مليار ريال (18 مليار ريال سكني و10.3 مليارات تجاري)، وهي نسبة أعلى من شهر رجب الماضي (22.3 مليار ريال، منها 14 مليار ريال سكني و8.5 مليارات ريال تجاري) بـ25 في المئة، وأقل من شعبان من العام الماضي بنسبة 20 في المئة، مقارنة بالشهر نفسه من السنة الماضية (34.4 مليار ريال، منها 22 مليار ريال سكني و12.4 مليار ريال تجاري).

وأضاف “رغم هدوء السوق خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن هذا الهدوء يشهد نوعاً من الاتفاقات والمبادرات التي تصب في صالح تداول الأراضي، وعدم احتكارها بعد ذلك, وقال: “الكل اليوم حريص على تجنب دفع رسوم على الأراضي البيضاء، سواء الملاك من الأفراد أو الشركات العقارية الكبيرة، التي اعتاد بعضها على اكتناز الأراضي ومن ثم التحكم في السوق، وهذه الشركات ستجد نفسها مضطرة لدفع ملايين الريالات سنويا، إن هي ظلت محتفظة بالأراضي دون استثمارها”.

ويرى المهيدب أن “مستقبل التطوير العقاري في الرياض مطمئن للغاية، ويبشر بالخير. وقال: “هناك شركات كبيرة ولها سمعتها، تتأهب لإعادة صياغة أهدافها من جديد، وترتيب أولوياتها، وفق النظم والتشريعات العقارية الجديدة، وفي مقدمتها رسوم الأراضي”. وأضاف: “أعتقد أن ملاك الأراضي سيحاولون تجنب دفع رسوم الأراضي التي ستكون كبيرة نسبياً، وذلك عبر أحد أمرين لا ثالث لهما، الأول هو بيع الأراضي قبل مرور عام عليها، أو استثمارها بالبناء عليها”.

وعن تحليله لسوق الرياض أبان المهيدب أنها من أكبر المناطق التي يكثر فيها الطلب على الأراضي البيضاء، وخاصة فـــي المناطق الحيوية، التي تصلح لاحتضان المشروعــات الاستثمارية المهمة وكذلك مشروعات السكـــن الفاخر، وهــــذا ما يجعلني متأكداً مـــــن حدوث حركـــة عقارية نشطة للغــــاية في المنطقة، أبرزها تداول الأراضي البيضــاء على نطاق واســـع، ومــن ثم انتعاش حركة البناء والتشييد في المنطقة”.

Exit mobile version