مهرجان الجنادرية.. تلاقح تراث وحضارة الأجداد مع حداثة وحاضر المملكة

   

– القرية الشعبية التراثية تجذب الزوار وتحفظ حضارة المملكة
– مشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من داخل وخارج المملكة

انطلق يوم الأربعاء 22/5/1434 هـ الموافق 3/4/2013م المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية )في دورته الثامنة والعشرين والذي ينظمه الحرس الوطني سنويا تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، ، حيث المهرجان فعالية ثقافية تراثية حضارية تعكس تراث المملكة وحضارتها وتعمل على تواصل الأجيال لتربط ماضي المملكة بحداثة الحاضر .. ويشارك في المهرجان سنويا نخبة من العلماء والمفكرين من داخل وخارج المملكة ، مما أعطى هذه الفعالية بعدا إقليميا وعالميا.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – قام صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة باستقبال ضيوف المهرجان بقصر الثقافة في حي السفارات بالرياض، حيث رحب سموه بضيوف المملكة مقدما لهم تحيات وترحيب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.

حضارة إنسانية
يشهد المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية” الذي وصل إلى نسخة الثامنة والعشرين مشاركة الكثير عدد كبير من المفكرين والمثقفين داخل وخارج المملكة أنه قد أصبح منبرا حضاريا وإنسانيا يحمل رؤى متقدمة ومتطورة، تتميز بإيمانها بالحوار كقيمة حضارية لا غنى عنه للتفاهم والتلاقي مع الآخرين، فالمحاور والمواضيع التي تطرحها للنقاش في دورات المهرجان تعكس ذلك لأنها شاملة وملبية لآمال الكثير من المثقفين والمفكرين العرب والمسلمين وعدد من دول العالم.
جذور التاريخ
تتميز الجنادرية بعدد قيم سامية ونبيلة التي أدرك مداها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – وعمل على تعزيزها ، فهي تمثل رسالة حقيقية تعبر عن المملكة انطلاقًا من أهدافٍ تؤكد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، وتعمق صيغة التلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه، وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها بلادنا الغالية، إلى جانب العمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي، وتشجيع إعادة اكتشاف التراث الشعبي.
التراث الشعبي
تحمل الجنادرية عددا من الأهداف ، أبرزها صقل قيم الموروث الشعبي ليدفع برموزه إلى واجهة المخيلة الإبداعية؛ ليكون في متناول المبدعين خيارات من موروثاتهم الفنية بألوان الفن والأدب والثقافة، بالإضافة إلى تشجيع دراسة التراث للاستفادة مما يكتنزه من إيجابيات، والعمل على التعريف بالموروث الشعبي بواسطة تمثيل الأدوار والاعتماد على المحسوس حتى تكون الصورة أكثر وضوحا ، ولإعطاء صورة حية عن الماضي بكل معانيه الثقافية والفنية والتراثية.
العرضة السعودية
تعتبر العرضة السعودية ، إحدى الفعاليات الملازمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة ، بل أحد أهم نشاطات المهرجان، التي تعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب مع القيادة لتمثل تجسيدًا لعزة الأمة وتماسكها وقوتها ، كما تثمل جانبا من القيم الموروثة التي مازال الجيل الحالي يتمسك بها وفي ذلك دلالة على قيمة الإن5فسان السعودية الذي مازال يعتز بموروث الآباء والأجداد.
اهتمام إقليمي وعالمي
فعاليات الجنادرية تحظى بأقبال واهتمام كبير ليس على المستوى المحلي ،بل على كافة المستويات، العربية والإسلامية وكذلك العالمية ، حيث يحرص المواطنون السعوديون ،بل يحرص كافة أفراد الأسر السعودية على المشاركة في فعاليات الجنادرية ، كما يحرص أيضا عدد من المقيمين على الاطلاع على فعاليات الجادرية ، فضلا عن الوفود التي تأتي بصورة خاصة من بعض دول الجوار والدول العربية وكذلك عدد من الشخصيات العربية والإسلامية والعالمية للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية والتراثية .
وبنظرة سريعة إلى الخلفية التاريخية للمهرجان الذي انطلقت فعالياته الأولى في غرة شهر رجب من عام 1405هـ ، وزاره ما يتجاوز نصف مليون زائر آنذاك؛ تتبين العزيمة والإصرار في التأكيد على الاهتمام بالتراث السعودي وتذكير الأجيال به وتوسيع دائرة الاهتمام بالفكر والثقافة.
اقبال كبيرة
تجذب الجنادرية كل عام مشاركة مختلف الدوائر الحكومية ، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الجهات الخاصة، المحلية والخليجية والعربية ،وقد فاق عدد الجهات الحكومية المشاركة بالمهرجان العشرات ، كما بلغ عدد الحرف اليدوية المعروضة في قرية الجنادرية أكثر من 237 حرفة يدوية، بالإضافة إلى عروض الورد والعود والمأكولات الشعبية المعروفة.
ولتعزيز الدور الثقافي الحيوي للجنادرية محليا وخليجيا وإقليميا وعالميا، جاء الاهتمام بها، بشكل أوسع لاستقطاب الدول التي لها تجارب ناجحة في مسيرة التنمية العالمية، بالإضافة إلى دورها الحضاري والثقافي، لعرضها أمام جمهور الزوار ليرى بشكل واقعي تجارب تلك الدول وموروثاتها المختلفة في ركن خاص هيأته الجنادرية كل عام، فكان ضيف هذا العام ” الصين” بحضارتها التي أبهرت العالم .
القرية التراثية
وأكثر ما يميز الجنادرية القرية التراثية التي تمثل النابض في الجنادرية لتقدم نماذج تنثر عبرها عبق الماضي من البيئة القديمة للمجتمع السعودي الذي يتميز بجذوره الضاربة في عمق التاريخ، وفي الواجهة تبرز منظومة عريضة للمعارض التراثية والمقتنيات، إلى جانب الملتقيات والحوارات الفكرية والثقافية التي تتناول جانبًا مهما يحكي تراث وشجون المثقف العربي وسط نخبة من المفكرين والعلماء والمثقفين والمبدعين، من خلال برامج ثقافية وفكرية واجتماعية واقتصادية شيقة تجذب الزوار.

Exit mobile version