* “أملاك” تتجول في عدد من الأحياء وتبحث عن الأسباب التاريخية لنشأتها

* كيف نشأت أحياء الشفا والسويدي ومنفوحة والمصيف؟
* الشفا.. البداية كانت لقادمين من الحوطة والحريق والآن 30% من الأثرياء و50% من الطبقة الضعيفة!
* سكان الشفا يرغبون في البقاء بالحي لتوفر خدماته الدراسية والعلاجية والترفيهية
* طريق ديراب الجديد أضفى مزيداً من الحيوية للشفا ويتوقع رفع أسعار العقار 50%!
* السويدي .. كان منطقة زراعية تحولت لسكنية وغالبية السكان جاؤوا من الوشم وسدير والقويعية
* أهالي السويدي متمسكون بعاداتهم وتقليدهم ودخلاء الحي جلبوا لهم القلق!
* منفوحة.. نشأت لحاجة التمدد العمراني في الرياض قديماً والبداية كانت لأهل نجد
* أغلبية السكان حالياً من الأفارقة والوافدين العرب والمسلمين
* منفوحة الآن مقصد الطبقة الفقيرة وإيجاراتها تناسبهم
* الحي لم يعد صالحاً لسكن العائلات ويشكو من كثرة السرقات والعمالة السائبة والمباني المهجورة!
* المصيف.. امتداد عمراني وسكانه يتسمون بالتنوع بين الأغنياء والطبقة المتوسطة
* السكان لا يرغبون في مغادرة الحي لتوفر الخدمات وموقعه الجيد لكنهم يشكون من حوادث السرقات!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأت “أملاك” أن تخرج في جولة بعيدة عن المألوف في عدد من أحياء مدينة الرياض، لتتعرف عن الأسباب التاريخية لنشأتها.. كيف كانت البداية، ومن هم أوائل السكان الذين شكلوا نواة هذه الأحياء .. من أي مناطق جاؤوا؟ وإلى ماذا آلت إليه هذه الأحياء ؟ وماذا يغلب على سمات سكانها الآن؟ ما هي مشكلاتهم؟ وهل يفضلون البقاء أم يسعون للرحيل؟!! وما هو الواقع العقاري الذي يعيشه الحي الآن وماذا ينتظره في المستقبل؟ أسئلة عديدة نطرحها على أصحاب المكاتب العقارية في هذه الأحياء وتحاورت معهم .. فكانت تلك حصيلة الحوار..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حي الشفا .. البداية من الحوطة والحريق
بدأنا جولتنا من حي الشفا جنوب غرب الرياض، وتوجهنا إلى الأستاذ صالح السلوم ( مكتب السلوم العقاري ) وسألناه عن بداية نشأة هذا الحي .. هل كان منحاً حكومية، أم منطقة قديمة، أم امتداداً عمرانياً؟ ويجيب بأن بداية حي الشفا كان لعدة تجار قدموا من الحوطة والحريق، ومن ضمنهم الشيخ صالح الجدوع والشيخ عبدالرحمن الفواز وأخوه، والشيخ سلوم السلوم ومجموعة مساهمين اشتروا عموم حي الشفا بمساحة ما يقارب 10 كم2.

وعن المنطقة التي تتشكل منها غالبية سكان هذا الحي .. قال: بما أن أكثر المساهمين في حي الشفا هم من أهل الحوطة والحريق والخرج، فقد كانوا الأوائل في عمارة الحي، فبدأوا بالبناء والاستقرار فيه، أما بالنسبة لحي المروة (الجامعيين) فكان مجموعة من المنح للخريجين الجامعيين آنذاك، وعلى رأسهم الدكتور عبدالله المطلق وأخوه مطلق، وأغلب عائلة المطلق وبدأ تجمع أهل الأفلاج والحوطة بجانب أقربائهم.

30% أثرياء و50% من الطبقة الضعيفة
وسألنا عن أي طبقة تتشكل منها غالبية سكان هذا الحي؟ فأجاب السلوم بأنها تتشكل من الطبقة الضعيفة وتمثل نسبتهم تقريباً 50% من مجموع سكان الحي، والباقي موزعون بنسبة 20% متوسطة، 30% من الأثرياء وبعضهم بالغ الثراء، وعن أسباب تجمع أبناء هذه المنطقة أو الطبقة في هذا الحي قال السلوم: كانت لرغبتهم في الإقامة بجوار أهاليهم وأقربائهم.

وعما إذا كان وجود الأطفال بكثرة في حي الشفا يؤثر على حجم الطلب العقاري والسعر؟ ولماذا؟ أجاب بأن وجود الأطفال لا يؤثر، والعروض مع ذلك شحيحة والأسعار متضخمة، حيث أن الامتداد العمراني توقف، ولا يوجد تطوير، وسألنا السلوم عما إذا كان انتشار الفيلات الراقية والقصور في الحي أحدث تأثيراً إيجابياً على أسعار العقارات فيه؟ وكانت إجابته: “نعم”، وعلل ذلك بأن السكان يبحثون دائماً عن المناطق الجديدة حيث تكون غالباً نوعية الجيران أفضل.

ووصلنا إلى نقطة مهمة تتساءل عما إذا كان السلوم يعتقد أن أهل حي الشفا من ملاك ومستأجرين لديهم الرغبة في مواصلة الإقامة فيه؟ ولماذا؟ فأجاب بأن أهل الشفا يرغبون في الاستمرار في الإقامة في حيهم، لأن الخدمات جميعها متوفرة من مدارس وأسواق وحدائق، كما أضاف الطريق الجديد (ديراب) أثراً إيجابياً على المنطقة، وتوقع أن يحدث طريق ديراب وأنفاقه الجديدة انسيابية في الحركة ومن ثم ارتفاع الأسعار إلى نحو 50%، وأخيراً سألناه عن رؤيته لحالة حي الشفا الآن فقال: اشتد الزحام، وزاد نزوح أهل القرى، كما زاد الإقبال على السكن في الحي نتيجة توفر الخدمات الترفيهية والعلاجية والدراسية.

حي السويدي.. كان منطقة زراعية
ثم توجهنا إلى حي السويدي جنوب الرياض والتقينا بالأستاذ عبدالرحمن العقيل ………………. وسألناه عن بداية نشأة هذا الحي، هل كان منحاً حكومية، أم منطقة قديمة، أم امتداداً عمرانياً؟ ويجيب بأن بداية حي السويدي كانت منطقة زراعية تحولت إلى سكنية، وبيعت كقطع سكنية قبل أكثر من 35 سنة، ومن ثم وصلها التمدد العمراني.

وعن المنطقة التي تتشكل منها غالبية سكان هذا الحي .. قال: أغلبهم من منطقة الوشم وسدير، ومنهم أهالي من القويعية وما جاورها، كما يوجد سكان من مناطق أخرى مختلفة، وسألناه عن أي طبقة تتشكل منها غالبية سكان هذا الحي، فأجاب العقيل بأنها تتشكل من الطبقة الوسطى، وعن أسباب تجمع أبناء هذه المنطقة أو الطبقة في هذا الحي قال: لرغبتهم في الإقامة بجوار أهاليهم وأقربائهم، ولتوفر الخدمات، ومناسبة الأسعار، إضافة إلى أن سكان حي السويدي يتميزون بالمحافظة على العادات والتقاليد، ونسبة كبيرة منهم متدينة مما جعل منه عامل جذب.

الفيلات والقصور ترفع من مستوى الحي
وعما إذا كان وجود الأطفال بكثرة في حي السويدي يؤثر على حجم الطلب والسعر؟ ولماذا؟ أجاب بنعم، وفسر ذلك بأن أغلب أبناء الحي ملتزمون ويلحقون أطفالهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وسألنا عما إذا كان انتشار الفيلات الراقية والقصور في الحي أحدث تأثيراً إيجابياً على أسعار العقارات فيه؟ وكانت إجابة العقيل: “نعم”، وعلل ذلك بأن السكان يشعرون بأن توفر هذه العقارات السكنية الراقية تعطي الحي سمة الرقي بناءً وسكاناً، كما من الطبيعي أن يتم الاهتمام بتوفر الخدمات والمرافق الراقية فيه.

وتساءلنا عما إذا كان العقيل يعتقد أن أهل حي السويدي من ملاك ومستأجرين لديهم الرغبة في مواصلة الإقامة فيه؟ ولماذا؟ فأجاب بأن هناك نسبة كبيرة من السكان يرغبون بالخروج لكنهم لا يستطيعون بحكم وجود أقاربهم فيه، حيث أن أغلب سكان هذا الحي يسكنون بجانب أقاربهم ولازالوا، وعن ملاحظاته على مستقبل حي السويدي قال: أهل الحي لا زالوا على تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم ومحافظتهم على الصلوات، مع العلم أن جزءً لا يستهان به منهم رحلوا عن الحي، بيد أنه قال إن هناك بعض الدخلاء على الحي بدأوا يتسببون في القلق لأهله، مع انتشار جريمة السرقة ومشكلة التفحيط، وهي ظواهر باتت كثير من الأحياء تعاني منها مع الأسف!

حي منفوحة.. البداية كانت للنجديين
وواصلنا جولتنا في الجنوب فذهبنا إلى حي منفوحة، والتقينا بالأستاذ رائد البريدي………………. وسألناه عن بداية نشأة هذا الحي، ويجيب بأن حي منفوحة هو منطقة قديمة تكونت كحي نتيجة التمدد العمراني لمدينة الرياض قديماً، حيث كان التمدد عشوائياً والأحياء أغلبها عشوائية، وبالنسبة للمنطقة التي قدم منها غالبية سكان هذا الحي قال: أغلب السكان حالياً في منفوحة هم من عائلات من الأفارقة متخلفي الإقامة، ووافدين من مقيمين وعمالة مصرية وباكستانية ويمنية، وهم من الطبقة الفقيرة، أما قديماً فكان سكانها من أهل نجد، أي قبل ما يربو على 40 سنة، وكانوا من الطبقة الغنية والمتوسطة.

وعن أسباب تجمع سكان حي منفوحة وهذه الطبقة قال البريدي: كانت منفوحة في السابق وجهة تمدد مدينة الرياض، مثل الشمال حالياً، أما الآن فأصبحت مقصداً للطبقة الفقيرة، حيث أن إيجاراتها تناسب دخولهم المتدنية، وعما إذا كان وجود الأطفال بكثرة في حي منفوحة يؤثر على حجم الطلب والسعر؟ ولماذا؟ أجاب بقوله: حالياً أصبح الحي لا تفرق هذه العوامل في حساباته، فالحي قديم ولم يعد صالح لسكن كثير من العائلات التي تبحث عن الأحياء المطورة والأكثر رقياً، وسألنا عما إذا كان انتشار الفيلات في الحي أحدث تأثيراً إيجابياً على أسعار العقارات فيه؟ وكانت إجابة البريدي: “نعم”، وعلل ذلك بأن هذه الفيلات ترفع من مستوى الرقي للحي، وتعطي الانطباع بأن السكان من طبقة غنية وراقية.

سرقات وعمالة سائبة ومبانٍ مهجورة!
وتساءلنا عما إذا كان العقيل يعتقد أن أهل حي السويدي من ملاك ومستأجرين لديهم الرغبة في مواصلة الإقامة فيه؟ ولماذا؟ فأجاب بأنه بالنسبة للأجانب فهم يرغبون الاستمرار في السكن في حي منفوحة لأنه مناسب لإمكانياتهم، أما السعوديون فأغلبهم انتقلوا من هذا الحي، بعد أن بات تقطنه العمالة والطبقة الفقيرة، ولم يعد صالحاً لسكن العائلات ذات الطبقة المتوسطة، أما عن ملاحظاته على مستقبل حي منفوحة فقال العقيل: إن الحي بات يعاني من كثرة السرقات، والعمالة السائبة، وكثرة المباني المهجورة والعشوائية.

حي المصيف.. امتداد عمراني
ومن الجنوب انطلقنا إلى الشمال، وذهبنا إلى حي المصيف، لنشاهد صورة عمرانية مغايرة لما شاهدناه في الجنوب، وخصوصاً في منفوحة ذلك الحي القديم الفقير المزدحم، والتقينا بالأستاذ عبدالله الخمشي ………………. وسألناه عن بداية نشأة هذا الحي، ويجيب بأن بداية هذا الحي، نشأ كنتيجة للتمدد العمراني لمدينة الرياض، وبالنسبة للمنطقة التي قدم منها غالبية سكان هذا الحي قال: يتسم سكان حي المصيف بالتنوع، وغالبيتهم كانوا يسكنون في أحياء قديمة أقل تطوراً فانتقلوا إلى هذا الحي الحديث نسبياً طلباً لمستوى أكثر تطوراً ورقياً.

وسألنا الخمشي عن المنطقة التي تتشكل منها غالبية سكان حي المصيف؟ فأجاب بقوله: نسبة كبيرة من الطبقة المتوسطة هم من سكان هذا الحي، كما أن هناك نسبة غير قليلة من السكان ممن ينتمون للطبقة الغنية، وعما إذا كان وجود الأطفال بكثرة في حي المصيف يؤثر على حجم الطلب والسعر؟ ولماذا؟ أجاب قائلاً: نعم يؤثر سلباً، لعدم وجود الراحة والهدوء حيث تكثر التجمعات عند الباب وفي الشارع.

سكان المصيف متمسكون بالبقاء فيه
وعما إذا كان انتشار الفيلات الراقية والقصور في حي المصيف، أحدث تأثيراً إيجابياً على أسعار العقارات فيه؟ وكانت إجابة الخمشي: نعم، لديها تأثير إيجابي، لأن كثيراً من أهالي الحي هم من الأغنياء، ولديهم وظائف مرموقة في الدولة تمكنهم من الحصول على احتياجاتهم من الحي بسهولة، إضافة إلى أنها تضفي صفة الرقي على الحي، وعما إذا كان يعتقد أن أهل هذا الحي يرغبون في الاستمرارية أو الهجرة من هذا الحي، فأجاب محدثنا بقوله: “إنهم يفضلون البقاء في هذا الحي، حيث تتوفر كما سبق أن أشرنا جميع المرافق الخدمية والموقع الجيد والطبقة السكانية الجيدة، إنهم مرتاحون في الحي سواء للمستأجر أو المالك”.

وينتهي بنا الحوار مع الخمشي بسؤاله عن ملاحظاته على مستقبل حي المصيف، فأجاب بقوله: أرصد اكتمال البناء في أراضي الحي حيث لا تجد أراضٍ بيضاء، مع العلم أن الشوارع الداخلية ضيقة جداً، وكثرت السيارات، وبات الحي الآن داخلاً ضمن الأحياء المزدحمة بمدينة الرياض، إضافة إلى أن الأمن داخل الحي بدأ يتناقص وكثرت حوادث السرقات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Exit mobile version