مقالات أملاك.. د. حسام يوسف يكتب :إدارة الأزمات

الإدارة - الذكاء - علم الإدارة - عقارات - عقار

الإدارة - الذكاء - علم الإدارة - عقارات - عقار

لا يخفى على أحد أن الأزمات والمشكلات قد تعصف بمؤسسات، ومنظمات، وأحياناً دول، وتختلف الأزمات وتتنوع فمن أزمات اقتصادية إلى أزمات سياسية، وإدارية، وغير ذلك من التصنيفات، ورغم اختلافاتهم الإيديولوجية، إلا أن كافة أنماط وأنواع الأزمات تشترك في خصائص عامة واحدة، إنها تحدث بشكل مفاجئ يربك الجميع، ويعرقل التعامل السريع معها، كما أن نقص المعلومات وضعف قنوات الاتصال قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتدهوره، وهو ما يؤدي إلى اتخاذ القرارات بشكل خاطئ، والتشابك والتداخل في عناصر الأزمة وفهم عواملها والوقوف على أسبابها، كما أن الأزمات يصاحبها سلوكيات غير مقبولة كالقلق والتوتر وأحياناً اللامبالاة، وفي الوقت ذاته تظهر قوى المعارضة، ويظهر صراع القوى على مسرح أحداث الأزمة، وبحسب عالم الإدارة شير مهورن أن الأزمة إنما هي مشكلة غير متوقعة قد تؤدي إلى كارثة إن لم يجر حلها بصورة سريعة .

وهناك ثمة حلول واستراتيجيات لمعالجة الأزمات منها السرعة في اتخاذ القرارات المناسبة حتى لا تتحول الأزمات إلى كوارث، ومحاولة حشد الطاقات المتاحة كافة لاستخدامها في مواجهة الأزمة، وإنشاء فرق من التخصصات كافة لبحث الأسباب ووضع الحلول، والعمل على التطبيق السريع لمواجهة الأزمة والحد من تفاقمها. والتخطيط الدقيق للوقت خلال الأزمات والاستفادة منه على الوجه الأكمل، والعمل وقت الأزمة بخطة مرنة قابلة للتعديل والتغيير بحسب المدخلات المطروحة .

ومن هنا تتزايد الحاجة إلى إنشاء ما يسمى ب”جهاز الإنذار المبكر” لكي يستشرف المستقبل، ويتابع عن كثب المشكلات التى قد تؤدي إلى أزمات قبل حدوثها .

أما على المستوى الشخصي فإن الأزمات التي تمر بنا يجب أن نتعامل معها بمنهاج مختلف، ذلك لأنها إذا نظرنا إليها من منظور ديني واجتماعي فإننا نرى أنها تختبر صبر الإنسان وقدرته على المواجهة وقوته في الوقوف أم المشكلات الكبيرة، ومن حسن الحظ أن معظم الأزمات الشخصية، لا تستمر طويلاً بل تنتهي سريعاً لأن دورة حياتها تعد قصيرة جداً مقارنة بالأزمات العامة.

وكلمات الشافعي تطمئن أصحاب الأزمات والمكلومين حين قال:

ولرب نازلة يضيق بها الفتى        ذرعاً ولا يدري أين المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها       فرجت وكنت أظنها لا تفرج

Exit mobile version