خالد شاكر المبيض
قد يكون هذا السؤال السمة الغالبة في هذه الأيام بين جميع فئات وقطاعات المجتمع حيث كثر الحديث عن قرب حدوث انهيار لأسعار العقارات في السوق السعودي وقد عزز تلك التوقعات بعض كتاب الصحف المحلية وبدأ الكثيرون في أخذ هذه الفرضية على محمل الجد بل ولم أكد أقابل شخصا إلا ويسألني متى ستنهار أسعار العقارات وكنت أجيبهم مازحاً غداً الساعة 12:22 ظهراً بتوقيت مكة المكرمة .
عزيزي القارئ كشخص مهتم في القطاع العقاري ولدي خبرة سابقة في تصحيحات سعرية سابقة للقطاع العقاري فإن مثل تلك الأقاويل والإشاعات لا تؤثر على رأيي في السوق فأنا أحب دائماً أن أكون واقعياً في تحليلي للحدث فالسوق العقاري يحوي معطيات كثيرة أساسية تحدد بشكل عام مدى إمكانية حصول حركة تصحيحية لأسعار العقارات إذ أن السوق العقاري ليس كسوق الأسهم والبورصة ينهار بسرعة وسهولة ويتجاوب مع التوقعات والإشاعات سواء سلب أو إيجاباً فهو سوق ضخم وغير نمطي لا يستطيع أن يتحكم فيه فرد أو مجموعة كما أن العقار سلعة يصعب تسيلها بسهولة كما يحصل في أسواق البورصات، نعم عزيزي القارئ جميعنا يتمنى أن تنزل أسعار العقارات ليستطيع الجميع بكافة شرائح المجتمع شراء عقارات لهم ولكن أيضاً يجب أن نكون منطقيين وواقعيين إذ أن النزول في السوق العقاري السعودي ومن واقع خبرة لا يكون مباشراً ومفاجئاً كما يدعي البعض ولو كان هناك نزول سيكون مسبوقاً بركود سنوات عدة قد تصل إلى 3 أو 4 سنوات يحصل بعدها تصحيح سعري لا يزد عن 20 % أو أكثر قليلاً كما يكون أيضاً تدريجياً وغير مفاجئ وأعزو ذلك للأسباب التالية :
• غالبية ملاك العقارات هم مواطنون أي أنهم ليسوا أجانب وبالتالي ولاءهم لعقاراتهم تكون مرتفعة
• غالبية العقارات غير مرهونة للبنوك حيث إن الإحصاءات تؤكد أن العقارات المرهونة للبنوك لا تزيد عن 5 % من حجم السوق العقاري البالغ 1,5 تريليون ريال وهذه نسبة متدنية وبالتالي لو تم تسييل العقارات المرهونة لأي سبب فلن تكون ذات تأثير كبير على السوق
• لا يزال العرض في الوحدات العقارية أقل بكثير من الطلب مما يعزز فرضية ثبات الأسعار
• إقرارا نظام الرهن العقاري سيكون له تأثير نفسي لعدم تسرع ملاك العقارات من التخلص من عقاراتهم.
عزيزي القارئ أنا شخصياً أتمنى أن تنزل أسعار العقارات ولكن التمني لا يكفي لحصول ذلك وما أتوقعه بإذن الله أن أسعار غالب العقارات لن تزيد أكثر من ذلك وستشهد السنوات القادمة ثبات أسعار العقارات بإذن الله كما أتوقع أن تشهد مجموعة من المشاريع العقارية التي ستوفر مساكن اقتصادية لمحدودي الدخل في جميع مناطق المملكة .