مقالات صحيفة أملاك العقارية.. د.حسام يوسف يكتب: التحليلات الخاطئة

الإدارة - الذكاء - علم الإدارة - عقارات - عقار

الإدارة - الذكاء - علم الإدارة - عقارات - عقار

ترى كم من مرة ظلمنا أشخاصاً لفهمنا الخاطئ لمواقفهم أو وجهة نظرهم أو تصرفاتهم التي ربما لم نتبين مغزاها أو أسبابها في حينه، إن الحكمة والفطنة تدعونا إلى عدم الحكم على الآخرين لمجرد موقف عابر، أو سوء فهم، قد تكون له أسبابه الوجيهة لدى الشخص نفسه، وأن نعطي مساحة للغير في الكثير من المواقف الحياتية المختلفة، ونحسن الظن بهم، ولا نحكم على الأشياء بحسب توقعاتنا.

في أحد البيوت الخشبية التي تقبع في ركن من أركان الغابة الشاسعة، ترك الصياد ابنه الرضيع نائماً في سريره، في حراسة الكلب الذي رباه لسنوات ويحبه كثيراً، وانطلق الرجل ليصطاد بعض الأرانب البرية ليقتات منها ويبيع الباقي في المدينة القريبة، غاب الرجل بضع ساعات عن البيت، وهناك أحس بالخطر على ابنه الرضيع الذي تركه وحيداً، ولم يستطع أن يكمل رحلته اليومية المعتادة، وزاد القلق في قلب الرجل، فقرر العودة سريعاً إلى المنزل، وكان يسابق الزمن وتكاد تقترب خطواته من الجري.

وكانت الأرانب التي اصطادها تتساقط منه الواحد تلو الآخر، ولم يكن يأبه لذلك، وأخيراً اقترب من البيت، ووجد كلبه يجلس منزوياً في أحد الأركان خائر القوى ووجهه ومخالبه ملطخة بالدماء، وأسقط في يده ولم يتمالك الرجل نفسه وأخرج مسدسه المحشو بالرصاص وأفرغ كل طلقاته في رأس الكلب الخائن فأرداه قتيلاً في الحال .

وهرول كالمجنون داخل البيت لعله يجد أشلاء الطفل الرضيع، ووجد الدماء تملأ الأرض، ولكنه لمح بقايا ذئب ممزق الجسد، والتفت إلى السرير فوجد ابنه الصغير معافى، لا يزال نائماً في مكانه مطمئناً، وأدرك أن الكلب هو الذي صارع الذئب، وقتله لينقذ الطفل الرضيع .

إننا يجب أن نفكر ألف مرة قبل أن نحكم على الناس فلربما نفوسهم تغلي كالمراجل أو الحزن والألم يعتصرهم ونحن لا ندري.. فكم من مرة خسرنا أشخاصاً بسبب التسرع في الحكم عليهم، وكم من قرارات ندمنا على اتخاذها لكن بعد فوات الأوان، وظلمنا أنفسنا وآخرين معنا بسبب سوء الظن والفهم الخاطئ والنظرة الأحادية للأشياء.

https://goo.gl/do5W3a

Exit mobile version