د.حسام يوسف يكتب: زيتونة واحدة تكفي

الإدارة - الذكاء - علم الإدارة - عقارات - عقار

الإدارة - الذكاء - علم الإدارة - عقارات - عقار

يأتي على رأس أولويات كافة المنظمات في العالم، سواء تنتج سلعة أو تقدم خدمة، أمران في غاية الأهمية، هما خفض النفقات وترشيدها، وكذلك تعظيم الأرباح ومضاعفة معدلات نموها، والاستماتة في زيادتها، وبالطبع هناك اهتمامات أخرى منها بناء السمعة الجيدة والعلامة التجارية المؤثرة لدى المستهلكين وغير ذلك، لكن المنظمات تعول كثيراً على تحقيق الربحية وخفض التكلفة المعيارية للنفقات كمعيار لقياس الأداء، والتقييم دائماً يتم على أساس هذين المعيارين ضمن أهم الاعتبارات المؤسسية.

وكم من أفكار وفرت على الشركة ملايين الدولارات، وكم من أفكار أخرى وقرارات أيضاً هوت بالمنظمات وكبدتها خسائر لا ضرورة لها، ويتجلى ذلك بوضوح في قطاع الطيران التجاري، ففي هونغ كونغ قامت شركة كاثي باسيفيك بابتكار طريقة لتقليل نفقات استهلاك الوقود حيث عمدت إلى إزالة الصبغ من على أجسام الطائرات، وهو ما خفض وزن الناقلة 200 كيلوغرام، وأدى بدوره إلى تقليص الاستهلاك ووفر على الشركة ما يزيد على 100 مليون دولار.

وفي الثمانينات استطاعت الخطوط الأمريكية أن توفر ما يزيد على 40 ألف دولار، بطريقة ربما تكون مضحكة، حيث خفضت الشركة من كل وجبة طعام على متن طائراتها زيتونة واحدة فقط، وذلك بعد أن استشعرت الشركة اقترابها من شفا خسارة محققة بسبب ارتفاع أسعار الوقود آنذاك، تم ذلك من دون الدخول في حسابات معقدة ونظريات علمية وإحصائية مركبة، وبغير الاستعانة بخبراء أجانب لتقليص الفجوة بين النفقات والإيرادات، ولم ينظموا لجاناً لبحث المسألة ودراستها ثم الخروج بتوصيات، ومناقشة تلك التوصيات للوقوف على الطريقة السليمة للبدء في تطبيق أولى خطواتها إلخ .

ومؤخراً أظهر تقرير للاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا” أن خفض زمن هبوط الطائرات دقيقة واحدة فقط يوفر 18% من تكلفة الوقود عالمياً أي ما يوازي 14 مليار دولار سنوياً . . كما أن كل دقيقة طيران ضائعة تستهلك نحو 62 لتراً من الوقود وتضيف نحو 162 كيلوغراماً من ثاني أكسيد الكربون الملوث للبيئة والمسبب للتغييرات المناخية.

Exit mobile version