استطلاع: سجى حسن: بعد أن كان عمل المرأة في المملكة يقتصر على التعليم والقطاع الصحي، وأعمال الفنون اليدوية، أصبحت اليوم ركيزة مهمة في معظم المجالات الحياتية والخدمية التي يحتاجها المواطن؛ وتمكنت من إطلاق طاقاتها بمشاركة الرجل في التنمية الاقتصادية وفتح مسارات جديدة في خارطة الاستثمار في السوق العقاري ؛ حتى امتلكت أكثر من 15 ألف شركة ومؤسسة تجارية، هذا فضلاً من أن 20% من الأموال الموظفة في الصناديق الاستثمارية تعود ملكيتها للنساء.
صحيفة «أملاك» العقارية استطلعت عدد من سيدات الأعمال والخبيرات العقاريات للحديث حول النجاح الذي حققته المرأة من خلال عملها، والتحديات التي واجهتها في داخل القطاع العقاري، فخرجت بالحصيلة التالية:
المرأة السعودية في مرحلة استثنائية
أكدت سيدة الأعمال نورة العثمان وصاحبة مؤسسة جديرة العقارية، أن المرأة السعودية تمضي بكل ثقة واقتدار في المساهمة في مستقبل بلادها، وهي تجد الرعاية والاهتمام من قيادة مملكتنا الحكيمة التي منحتها سبل التمكين وعززت أدوارها الاقتصادية والمجتمعية، وأوضحت العثمان، في حديث خصت به «أملاك»، أن المرأة استطاعت دخول كافة المجالات العقارية سواء كان من خلال الوظائف التي تتبوأها لدى الشركات والمؤسسات العقارية أو في الدوائر الحكومية المرتبطة بالقطاع العقاري.
واعتبرت العثمان أن المرأة السعودية دخلت مرحلة استثنائية وانعكس ذلك على عطائها في خدمة مجتمعها، وحققت في السنوات الأخيرة إنجازات ملموسة في مختلف المجالات، وفي مقدمتها القطاع العقاري؛ مشيرة إلى توليها مناصب إدارية وقيادية في أكبر الشركات العقارية، وافتتاحها مكاتب عقارية نسائية بمختلف مدن المملكة، وحققت تقدماً ونجاحاً مكنها من وضع بصمتها في السوق العقاري السعودي.
ضمانات لحفظ نسبة السعي
وأبانت نورة العثمان أن التحديات التي تواجه العنصر النسائي في السوق العقاري كبيرة ومتجددة، وترى أن تمكين المرأة وتفوقها وإثبات جدارتها بدخول القطاع العقاري بعد أن كان حكراً على الرجال، وأشادت بقوة شخصية سيدة الأعمال السعودية وثقتها بنفسها وقدرتها على الإقناع والتفاوض مما يزيد فرصها لإتمام الصفقات العقارية المنفذة والمحتملة.
وتطرقت العثمان للمشاكل التي تواجه المرأة في التسويق وعدم الإيفاء باستحقاقاتها المالية من قبل المكاتب العقارية التي تعمل بها، واقترحت توفير ضمانات وعقود تحفظ حق المسوقات في نسبة السعي، وأبدت استياءها من النظرة القاصرة لبعض العملاء الذين يرفضون التعامل مع العنصر النسائي بحكم أن المجال للرجال فقط.
قطف ثمار تمكين المرأة
وعن تجربتها الشخصية في إنشاء مكتب خاص بها، قالت إن تمكين المرأة وتسهيل إجراءات ساعدها في فتح مكتب عقاري نسائي في أقل من يومين، وهذا بدوره ساهم في نجاحها وكان أكبر داعم لها، وأشادت بدور المعهد العقاري السعودي وكفاءة المدربين العالية في وضع اللبنات الأساسية لسوق العقار النسائي؛ وذلك بتوفير المعلومات لها وإكسابها الخبرة الكافية لانطلاقها ونجاحها في سوق العقار.
وفي ختام حديثها، توقعت أن يكون للسوق العقاري مستقبلاً مشرقاً يتمثل برؤية المملكة العربية السعودية 2030 و من ثم رؤية الهيئة العامة للعقار، وأن يكون القطاع حيوياً وجاذباً ويتميز بالثقة والابتكار، وذلك بالاستفادة من المعهد في التأهيل والتدريب الذي أضاء لنا الطرق وصوب لنا الخطأ وكان لنا المدرسة العقارية الأولى، وأوصت جميع المسوقين العقاريين بالتعامل بمصداقية مع العملاء الذين هم أساس نجاح استثمار كل عقاري.
العقار الابن البار في سوق الاستثمار
بدورها، أفادت خلود السجان، مستشارة في أحد الشركات العقارية، أن المرأة السعودية بدأت تقتحم جميع مجالات العمل بما فيها سوق العقار؛ حيث أثبتت نجاحها وبراعتها في قيادة دفة أعمالها بمختلف أنشطة القطاع التي تزيد عن 220 نشاط اقتصادي وتجاري، واستطاعت أن تفرض نفسها كعقارية داخلياً وخارجياً.
وأضافت السجان أن ما يميز المرأة في عملية التسويق هو الصبر علي العميل والدقة في شرح وسرد تفاصيل العقار ومواصفاته، هذا فضلاً عن أمانتها في إظهار عيوبه وإيجاد حلول لها، وثمنت نجاح المرأة في القطاع العقاري؛ خاصة من خلال الديكور، فهي الأقدر علي إقناع سيدة المنزل التي لها القرار الأخير في شراء العقار؛ باعتباره مملكتها الخاصة وهي تعرف اهتمامها ومتطلباتها في منزل أحلامها.
وأوضحت السجان أن القرارات الأخيرة دعمت المرأة وساهمت في نجاحها في هذا المجال؛ منها السماح للنساء بقيادة السيارة، الذي سهل حركتها لإيصال العميل لموقع العقار والتنقل للبحث عن أفضل المواقع حسب المواصفات المطلوبة.
وختمت السجان حديثها «لأملاك» قائلة: «إن العقار مازال الابن البار في مجال الاستثمار»، ودعت جميع المهتمين رجالاً ونساء بالتوسع فيه؛ مؤكدة أنه عوائده الاستثمارية مضمونة علي المديين «القصير والبعيد»، ويساهم في نمو وتطور البلدان ويدعم الفرد، مُبينةً أن التطوير العقاري يُعد ركيزة أساسية لبناء مجتمع قوي ومزدهر الاقتصاد والعمران.
المرأة أكثر إقناعا لشراء العقار
أما الأستاذة مها فرج العنزي، الموظفة ببنك الرياض قسم التمويل والتسويق العقاري، أجابت عن سؤال «أملاك» «كيف ساهمت البنوك في دعم المرأة» بقولها: «إن التمويل العقاري ساهم في انتعاش سوق العقار وبث الروح فيه وساعد المرأة علي التملك بضمان راتبها، وأضافت أن المستفيدات من القروض العقارية أكثر من ٧٣ ألف سيدة في نهاية أكتوبر ٢٠٢٠م، مشيرة إلى تعديل الكثير من البنود التي كانت تعيق تملك المرأة.
أما عن الصعوبات التي تواجهها سيدة الأعمال في سوق العقار، أبانت العنزي أن الوعي النسوي العقاري يمثل أهم التحديات؛ حيث تحتاج إلى الخبرة والتدريب في المجال، وأوضحت أن التحدي الثقافي المجتمعي يشكل عائقا كبيرا.
ومن خلال عملها كمسوقة، أشادت بمجهود المرأة في القطاع وقدرتها علي حسم التفاوض، مشيرة إلى سهولة إقناع الرجل لشراء العقار أكثر من المرأة؛ لأنها مترددة وتهتم بالتفاصيل الدقيقة.
وفي ختام حديثها «لأملاك» أقرت مها العنزي أن البنوك وفرت الدعم والتمويل وقامت بدور الوسيط بين الصندوق العقاري وبين المواطن المستفيد من الدعم وأن الشريحة الأكبر من المجتمع يشملهم الدعم.