خصص المصرفيون الاستثماريون أسبوعين لجذب الاهتمام في أول طرح عام أولي في المملكة العربية السعودية بقيمة مليارية منذ طرح حصة في شركة أرامكو. وقد احتاجوا فقط لساعات قبل أن تمطر عليهم الطلبات.
يجذب طرح أكواباور بقيمة 1.2 مليار دولار، والذي من المقرر أن يتم تسعيره في وقت لاحق من هذا الشهر، اهتمامًا كبيرًا من قبل المستثمرين الذين يبحثون عن الدخول في الشركات التي يُنظر إليها على أنها أساسية لخطط المملكة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
بلغ الطلب الأولي على الإدراج عدة مليارات من الدولارات، إذ يضطر المستشارون إلى تقييد التخصيصات للمستثمرين المؤسسيين، وفقًا لما نقلته “بلومبرغ” عن مصادر على دراية مباشرة بالصفقة.
وفي حين أتاح الاكتتاب العام القياسي لشركة أرامكو في عام 2019 دخول المستثمرين في القطاع النفطي السعودي، فإن أكواباور تمنح الوصول إلى مشاريع الطاقة المتجددة وطاقة الهيدروجين التي تضعها المملكة ضمن الخطط المستقبلية.
من المتوقع أن تقدم أكواباور، المملوك نصفها لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، ما لا يقل عن 70% من مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة بحلول عام 2030، وتتوقع أن تحقق هدفها الخاص بصافي الانبعاثات الصفرية قبل الهدف الحالي لعام 2050.
قال نافيد ناز، المراقب المالي لمجموعة “الجماز”، وهي شركة عائلية تعمل في قطاعي الزراعة والتكنولوجيا ومقرها الرياض، شاركت في عملية تقديم العروض: “من المتوقع أن يشهد الاكتتاب إقبالاً كبيراً”.
وأضاف: “نتوقع أن تكون الشركة قادرة على تقديم خطط النمو الخاصة بها وأن يتضاعف حجمها ثلاث مرات في غضون 7 إلى 10 سنوات القادمة”، وفق ما نقلته الوكالة.
من جهته، قال ثامر السعيد، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة مدى للاستثمار: “سيتم تجاوز سقف الاكتتاب في الشركة بشكل كبير بسبب طبيعة العرض الذي يعتمد على زيادة رأس المال وليس التخارج أو البيع”.
يأتي العرض في وقت تتولى الشركات السعودية المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي البالغ حجمه 430 مليار دولار، زمام المبادرة في الطروحات الجديدة في أكبر بورصة بالشرق الأوسط. وقد مهد طرح أرامكو القياسي، الذي جمع حوالي 30 مليار دولار في عام 2019، الطريق أمام المزيد من الشركات السعودية نحو أسواق المال.
كما تخطط المملكة للسيطرة على سوق الهيدروجين التي تبلغ قيمتها 700 مليار دولار، إذ تبني منشأة بقيمة 5 مليارات دولار تعمل بالكامل بطاقة الشمس والرياح، وستكون من بين أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر في العالم، عندما يتم افتتاحها في مدينة نيوم الضخمة والمخطط له في عام 2025، كجزء من خطواتها الأولى لتشكيل سوق عالمية للهيدروجين، فيما أكواباور تعداً شريكاً في المشروع.