نشهد انطلاقة قوية لخارطة السياحة في السعودية، تعتمد على إنجازات ضخمة بدأت بمشروعات طموحة في القدية والعلا والدرعية والبحر الأحمر، ونيوم، وذا لاين وغيرها من المناطق الجاذبة، ويأتي ذلك اتساقاً مع التنمية الشاملة والمتوازنة التي تنتظم كافة المناطق مما يسهم في توليد الفرص الاستثمارية المجدية للمستثمرين بالداخل والخارج.
وشهدنا قبل أيام إطلاق استراتيجية سياحية جديدة من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – لتطوير منطقة عسير، وتحقيق نهضة تنموية شاملة للمنطقة، بضخ 50 مليار ريال عبر استثمارات متنوعة، لتمويل المشروعات الحيوية، وتطوير مناطق الجذب السياحي ، لتكون عسير وجهة عالمية تستقطب أكثر من 10 ملايين زائر من داخل المملكة وخارجها بحلول 2030 وتوفير فرص وظيفية جديدة، ورفع جودة الحياة.
كل هذا يأتي مع تطور غير مسبوق في التطور التقني، وانتعاش في الدخول إلى عالم التجارة الإلكترونية التي ازدهرت خلال الأغلاق الذي تزامن مع ظهور جائحة كرونا، وتغيرت مفاهيم معظم الناس حول هذا القطاع الذي بدأ يسيطر على التجارة العالمية بمليارات الدولارات، وقد تستغرب حينما تعرف أن 5 شركات تكنولوجيا في العالم تزيد قيمتها السوقية عن تريليون دولار، وهي الشركات الوحيدة في العالم التي تجاوزت حاجز تريليون إلى جانب شركة أرامكو السعودية فقط، ولا يوجد حتى الآن أي شركات أخرى من كافة قطاعات الأعمال تخطت قيمتها تريليون دولار، ويتوقع أن تصل قيمة بعض الشركات إلى أكثر من تريليون في فترة ما بين سنة وحتى 3 سنوات، ومعظم هذه الشركات هي شركات تكنولوجيا.
والسعودية اليوم ترتكز على رؤية طموحة تدعم التحول للاقتصاد الإنتاجي من صناعة، وسياحة، وخدمات، عوائدها أفضل من الاستثمار في العقارات التقليدية، حيث نحتاج أيضاً إلى ابتكارات وتصاميم إبداعية في التطوير والبناء، تواكب التطور والنمو الذي تشهده المملكة، إضافة إلى التقدم التقني والأنترنت الذي سيتغير معها نوعية الطلب على العقارات سواء السكنية أو التجارية، إذ نشهد تناقص في الطلب على نوعية معينة من تلك العقارات التقليدية، مع زيادته في عقارات أخرى حديثة تلبي الطلب الجديد من توفر الخدمات والمواقف والتصاميم والرفاهية مع مزايا المواقع، وكل هذا يجب أن يرتكز على التحول الرقمي والابتكار.