مقالات أملاك.. هاني خاشقجي يكتب: الارتباط الوثيق ورؤى المدينة

هاني خاشقجي- اليوم الوطني 94

تحقق رؤية 2030 كل يوم إنجازاً جديداً، يؤكد أن المملكة تسير في مسار صحيح، يثمر في نهاية الأمر إلى دولة متقدمة ومتطورة، تنشد الازدهار، وتسعى إلى التميز والريادة، ليس في مجال بعينه، وإنما في المجالات كافة، ولعل نظرة سريعة على ملف الرؤية، وما حفلت به من إنجازات نوعية، اعتمدت على العلم وحده والنظرة المستقبلية، يثبت أن تلك الرؤية كانت ومازالت الطريق الوحيد والأمثل لإعادة صياغة المملكة الثالثة على ثوابت قوية ومرتكزات لا تلين.

ولعل في شمولية الرؤية مصدراً للسعادة والتفاؤل، ينبع في نفس كل مواطن ومواطنة، هذا المصدر عزز الثقة التامة في ولاة الأمر القائمين على شأن الرؤية، بأنهم لا يتركون أمراً إلا ويعطونه نصيبه الوافر من التدقيق والدراسة، بغية إحداث التطوير المطلوب، إذ لم يقتصر المشهد على الاقتصاد والشأن الاجتماعي، وجلب التقنيات، وإنما يمتد إلى مجالات أخرى كثيرة ومتنوعة، وصلت إلى تفاصيل دقيقة في الحرمين الشريفين.

لست هنا لتقييم مشاريع التوسعة التي حظي بها الحرمان الشريفان على مر العصور، وإن كانت عملاقة ونوعية، وإنما للتأكيد على الارتباط الوثيق بين قادة البلاد والحرمين الشريفين، نظراً لما يحتضنان من مقدسات إسلامية، تبادر المملكة ـ طوعاً ـ بحمايتها وتطويرها وتوسعاتها على مر العصور، خدمةً للإسلام والمسلمين، وتأمين رحلات حج وعمرة آمنة ومستقرة وممتعة، لنحو 30 مليون حج ومعتمر تنشد المملكة استقبالهم في العام 2030.

وهنا أجدها فرصة مناسبة، لأوثق شهادتي المجروحة بحق مشروع البنية التحتية والمخطط العام لمشروع “رؤى المدينة”، الذي فاجأنا به ولي العهد قبل أيام، وأسعدنا جميعاً نحن السعوديين، كما اسعد نحو مليار مسلم حول العالم، ليس لأنه يدعم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما لأنه يؤكد مجدداً الحرص الفطري والاهتمام التاريخي لقيادة المملكة بالحرمين الشريفين.

أستطيع التأكيد على أن هذا المشروع راعى تفاصيل دقيقة، تحول المدينة المنورة إلى مكان هادئ ومريح ونموذجي، يعزز الراحة النفسية والإيمانية في نفس زوارها. وهذا المشروع وغيره من المشاريع المماثلة، توثق لفصل جديد وناصع من التاريخ الإسلامي، يؤكد لمن يهمه الأمر أن اهتمام قادة البلاد، بالمدينتين المقدستين لم يكن صدفة أو وجاهة، بل هو ركيزة من ركائز الحكم في البلاد، وأمانة تشرف بحملها ملوك المملكة، منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده.

أبارك لولاة الأمر رؤيتهم الطموحة، وأبارك للمسلمين حول العالم جهود آل سعود لخدمة الإسلام والمسلمين، وأؤمن أن المشاريع الخاصة بتطوير الحرمين الشريفين، هو مسلسل لا ينتهي، يتبناه قادة المملكة، بوتيرة متسارعة ومشرفة، تعكس حرص المملكة على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمسلمين وإثراء تجربة زوار الحرمين، وإحياء عبق التراث الثقافي والمعماري الأصيل لطيبة الطيبة.

@khashogjisa

Exit mobile version