للقيادة دعامتان رئيسيتان, الجانب المادي وهو ما توفره المنظمة للمسؤول من صلاحيات وسلطات تخول له القيام بدوره، وإدارة عمله بشكل مناسب بما يحقق الأهداف الموضوعة سلفاً، والجانب المعنوي، ويعني قدرته على شحذ عزيمة فريق العمل معه .
والقيادة هي القدرة على التأثير في الآخرين بواسطة الاتصال لتحقيق هدف معين، وهناك فرق كبير وبون شاسع بين القائد والمدير، برغم أن كليهما يترأس عملاً ومجموعة من الموظفين، إلا أن الفارق بينهما متباين للغاية، ولقد رصد العلماء 35 نقطة اختلاف بين القائد المدير والمدير القائد، فكل قائد مدير، وليس كل مدير قائد، فالمدير يستمد قوته من وظيفته أي من التنظيم الرسمي الذي يترأسه، أما القائد فصفاته تظهر جلياً من خلال تأثيره، وقوة شخصيته .
ولا يمكن للأعمال أن تتم بدقة وترتيب بمجرد إصدار الأوامر فقط، إنما من الضروري أن تتم رفع الحالة النفسية والمعنوية للموظفين من خلال قائد لديه قبول اجتماعي، وقدرة على توجيههم نحو العمل والإنجاز .
القيادة سر من أسرار النجاح، والمرونة في العمل سر من أسرار نجاح القائد الإداري، وبالطبع تختلف سلوكات المدير القائد، عن القائد المدير، فالقائد ينصح ويكون أمام موظفيه ليقودهم لتحقيق الأهداف، بينما المدير يصدر الأوامر ويكون خلف موظفيه ليدفعهم، وشتان ما بين النموذجين في الإدارة . . وإذا كانت المدخلات تختلف فقطعاً ستكون النتائج مختلفة .
إن القائد يبعث الطمأنينة والأمل في نفوس موظفيه والمتعاونين معه، ويخلق حالة من الرغبة في العمل، والتفاني من أجل النجاح، بينما المدير يلوح دائماً بالجزاءات والعقوبات، ويهدد موظفيه دوماً بالعقاب والخصم والحرمان من المزايا.
إن الحزم الشديد يساوي في نتائجه التسيب الشديد، كلاهما أسلوب خاطئ للإدارة ويلقي بظلاله السيئة على سير العمل، فالمدير الحازم الذي يتعامل مع من حوله بقسوة وغلظة يحول بيئة العمل إلى معسكرين، هو في جانب، وموظفيه في جانب آخر، لأنهم يعتبرون أنفسهم ضحايا، ومديرهم هو خصمهم الأوحد . أما المدير المتراخي، فيحول بيئة العمل إلى فوضى عارمة ومعسكر واحد -على عكس الجماعة الأولى- لأنهم لا يشعرون بوجوده ولا يعيرونه اهتماماً، ولا يقيمون له وزناً .
www.dr-hossam.com