مقالات عقارية: ضريبة النجاح

د. مونس شجاع مقالات عقارية- منصة إحسان

مقالات أملاك.. مقالات عقارية: ضريبة النجاح

د.مونس شجاع

غالبا ما يتردد إلى مسامعنا الكثير من العبارات بأن النجاح مشوب ومحاط بالعديد من الصعوبات والتحديات وما إلى ذلك من عوائق، ولكن موضوعنا اليوم هو محاربة الناجحين في بيئة العمل والتي نسمع قصصاً مستمرة ومتكررة مهما بلغت تلك البيئة العملية من تقدم تقني وفني وإداري!

إن من طبيعة السلوك الإنساني، وبالأخص في عالم الأعمال هو وجود تنافس وأحيانا وجود تحديات شخصية بين الأفراد لغايات مختلفة كالحصول على ترقية أو تكليف معين أو زيادة في الراتب، أو توسيع لنطاق الصلاحيات؛ ولكن عند النجاح في بلوغ ذلك الهدف بطريقة سليمة بعد توفيق الله ستتفاجأ بوجود توجه عدائي نحوك بطريقة أو أخرى نظراً لكون نجاحك قد استفز البعض وحرك مشاعراً سلبية نحوك.

في علم النفس يتحدث الخبراء عن حيلة الإسقاط النفسي الدفاعية؛ ولتوضيح ذلك بمثال “يقول لك موظف ما بان المدير لا يحبه”، بينما بالواقع أنه هو الذي يكره ذلك المدير واسقط تلك المشاعر والصقها في المدير بطريقة لا شعورية ، فهو بهذه الطريقة يبرر السلوك الغير مقبول وهي مشاعر الكره للمدير!

هذه المشاعر هي في الغالب ما يتم إسقاطه على شخصية ذلك الموظف المكافح والناجح الذي اجتهد ونال ما يسعى لأجله، من هنا تتحرك تلك المشاعر السلبية غير المقبولة اجتماعيا وشرعياً، كذلك من قبل الزملاء وأحياناً المدراء أو حتى أصحاب الأعمال والتي غالبا ما يكون أهم دوافعها الحسد والغيرة الشديدة منه ومن نجاحه!

وتتطور تلك المشاعر العدائية وتتحول إلى تصرفات وقرارات مؤذية قد تصل إلى الإقصاء أو التجريد من المهام أو حتى الفصل لذلك الناجح دون أدنى ذنب اقترفه!

ولعل منطلق ذلك الشر؛ هو ما أخبرنا عنه الله عز وجل في القرآن الكريم في سورة الأعراف:

“قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْه خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ”١٢

فالتكبر هو أساس ذلك الحسد؛ لأن من يحسد يرى نفسه بأنه هو أفضل وأحق من ذلك الناجح الذي سعى وكافح ليس لشيء منطقي ولكن بمجرد فكرة برأسه سلبية أسقطها على الناجح مثل “هذا الناجح متسلق أو محابي”، ويتناسى الحسود ما كلف الناجح من مجهود وتعب وسهر وانتظار فهو لا يرى السعي ولكنه يحكم على النتيجة من منطلق الغيرة والحسد!

لقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على تمني الخير للغير كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” ولكن كثيرا من الناس يضعف لديهم ذلك الوازع الديني، ولو ترافق ذلك مع وجود بيئة عمل سلبية أو محبطة لزاد الأمر سوءا ً على الناجح؛ ومن هنا يتوجب على الناجح الصبر على ما يواجه وأن يحسن التوكل على الله سبحانه وأن له أجراً على ذلك وكما قال الشاعر أبو الأسود الدؤلي:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

فالقوم أعداء له وخصوم

@MounesShujaa

مختص في التمويل العقاري والأداء

Exit mobile version