حاضنات الأعمال في القطاع الثالث ودورها الريادي
د. مؤنس شجاع
كثيرا ما يتم التطرق إلى موضوع حاضنات الأعمال وبالذات لرواد الأعمال الذين يبحثون عن حاضنة أعمال “Business Incubators” والتي تقدم بدورها التدريب وتهيئة المكان المناسب للشركات الناشئة أو ما يعرف في مرحلة البذرة وهي مرحلة ما قبل التأسيس وقد تكون تلك الحاضنات مقدمة من قبل الجهات الحكومية بدون مقابل أو من بعض الجهات الخاصة بمقابل رمزي وتكون محددة في الغالب لنشاط معين أو منطقة جغرافية محددة.
ولكن الملفت للنظر هو وجود نوع آخر من حاضنات الأعمال مؤخراً يسعى القائمون عليها إلى دعم القطاع الثالث والذي يسمى سابقا “القطاع الخيري” عن طريق تطوير أدوات الاستثمار الاجتماعي وتمكين المؤسسات العاملة في القطاع الغير ربحي من ابتكار برامج نوعية متميزة للمساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية وتعزيز دورها في المنظومة الاقتصادية.
ولعل إطلاق شركة “كاف” الإستراتيجية لمبادراتها المجتمعية في بداية عام 2019 والتي تعتبر من أوائل الشركات التي انتهجت نهج حاضنات الإعمال للقطاع غير الربحي بالمملكة، حيث كانت لها عدة مبادرات فعالة في المجتمع منها مبادرة همزة والتي تقدم مقرات عمل واستشارات إدارية وفنية لرواد الأعمال الاجتماعية وكذلك مبادرة “كفاءة” وهي مجموعة خدمات التي تقدم للجمعيات الأهلية لتخفيف العبء المالي عنها كمقرات ومكاتب وتجهيزات إدارية.
إن وجود مثل هذه المبادرات الاجتماعية من قبل رجال الأعمال سيكون له كبير الأثر في دعم العمل الاجتماعي للقطاع الثالث وتعزيز التكافل الاجتماعي وتحقيق مبادرة من مبادرات رؤية المملكة 2030 للتنمية الاجتماعية.