حلم “الرياض” بات قريباً
هاني خاشقجي
تتسلح “الرياض” بالكثير من المزايا والأدوات التي ستجعل منها قريباً، مدينة استثنائية، ليس على مستوى المملكة فحسب، وإنما على مستوى منطقة الشرق الأوسط والعالم، وذلك من خلال خطط أطلقتها رؤية 2030، وباركها ولاة الأمر، وعدوا فيها بتحويل الرياض إلى مدينة نموذجية في كل شيء.
ويكشف تاريخ الرياض عن خطط وبرامج قديمة، حظيت بها المدينة، باعتبارها عاصمة للبلاد، وقاد هذه الخطط والبرامج ـ بداية ـ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان أميراً للعاصمة قرابة نحو خمسة عقود، وجاءت الرؤية وعرّابها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واستكمل المسيرة، وعزز العاصمة بأفكار وبرامج من خارج الصندوق، تستهدف تحويل الرياض إلى عاصمة للمال والأعمال، وتحويلها إلى مركز مالي للشرق الأوسط، ويبدو أن هذا الحلم بات قريباً جداً.
ووسط الانتعاشة التي تصنعها رؤية 2030 على أرض الواقع، نجد أن مؤسسات الدولة تعمل بشكل تكاملي، وفق خطط وبرامج عدة، وبأهداف محددة، لا تنازل عنها، والكثير من تلك الأهداف من نصيب العاصمة الرياض، التي تحظى اليوم بالاهتمام والرسمي، لتكون مدينة سعودية، بمواصفات عالمية، مثال ذلك، الضغوط التي يمارسها صندوق الاستثمارات العامة، لإقناع الشركات المالية الدولية بتعزيز وجودها محلياً، وتحديداً في الرياض، والشركات التي لا تُظهر التزاما كافيا تجاه المملكة، قد تجد صعوبة في الظفر بأعمال تجارية كبيرة في المملكة المتجهة نحو استثمارات ضخمة. وهذا المشهد يعيدنا إلى العام 2021، عندما أعلنت المملكة عن قانون إنشاء مقر بها، كوسيلة لتحفيز الاستثمار الأجنبي المباشر، وحث الشركات العالمية على إعادة استثمار بعض الأموال التي كسبتها من العمل مع الحكومة في البلاد.
لا شك أن الجهود الرسمية، لإظهار إمكانات الرياض ومزاياها، جاءت انعكاساً لوعود أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عندما أعلن بعبارات واضحة، عن سعي الدولة لأن تكون الرياض من أكبر 10 اقتصاديات مدن العالم، من خلال استراتيجية عامة، تستهدف تطوير المدينة، كجزء من خطط تنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد، وزاد على ذلك تأكيده بأن كل الخصائص التي تمتلكها الرياض، تعطي ممكنات لإيجاد وظائف وخلق نمو في الاقتصاد وخلق استثمارات، وخلق العديد من الفرص، فضلاً عن قدرة الرياض على استقطاب نحو عشرين مليون نسمة للعيش الآمن فيها، خاصة بعدما حظيت العاصمة بمبادرة “الرياض الخضراء” التي ستحول المدينة إلى بقعة خضراء، وهواء صحي ونقي”.
الاهتمام الرسمي بالرياض ليس أمراً مستحدثاً، لأنه يحاكي توجهات عالمية، تؤمن بأهمية تفعيل اقتصاد المدن، وهو المعمول به حالياً في العديد من دول العالم، التي تتباهى اليوم بمدنها الاقتصادية، مثل “لندن” في انجلترا، و”نيويورك” و”لوس أنجلوس” في الولايات المتحدة الأمريكية، و”طوكيو” في اليابان، و”هونج كونج” في هونج كونج، و”تورونتو” في كندا وغيرها، ومن هنا، لا نستبعد أن تنضم الرياض إلى أفضل 10 مدن اقتصادية في العالم، وهذا الحلم بات أقرب من أي وقت مضى.