الاستدامة في قلب التحول العقاري

الاستدامة في قلب التحول العقاري

لانا فهد الشبانة

شهد السوق العقاري السعودي تحولًا ملحوظًا نحو الاستدامة خلال السنوات الأخيرة، مع إعلان رؤية السعودية 2030، في عام 2016 التي شجعت على تطوير المشاريع المستدامة وتعزيز البنية التحتية البيئية. يعكس هذا التوجه اهتمام الشركات العقارية بتبني التنمية المستدامة، التي تسعى إلى تحقيق توازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في تطوير المشاريع. يتم ذلك من خلال اعتماد أساليب ومنهجيات تحافظ على الموارد الطبيعية وتحسن من جودة الحياة، مما يزيد من جاذبية السوق للاستثمار في المشاريع الخضراء.

في ضوء هذا التحول، بدأت الشركات العقارية في المملكة بالتركيز بشكل أكبر على تطوير مشاريع تتمتع بكفاءة بيئية عالية، يشمل هذا التركيز تطبيق معايير بناء صديقة للبيئة، مثل استخدام المواد المستدامة، وتحسين كفاءة الطاقة، وإدارة المياه بطرق مبتكرة. هذا الاهتمام بالاستدامة لا يعزز فقط من قيمة المشاريع العقارية، بل يعكس أيضًا التزام السوق السعودي بمبادئ التنمية المستدامة ويعزز من فرص الاستثمار في قطاع العقارات الخضراء.

ومن أبرز المشاريع والمبادرات السعودية الرائدة التي تدعم رؤية السعودية 2030 في الاستدامة وتسعى لتحقيق توازن بين النمو العمراني والحفاظ على البيئة، يأتي مشروع “نيوم” في مقدمة هذه المشاريع. فيهدف مشروع “نيوم”، الذي تم الإعلان عنه في عام 2017، إلى تطوير مدينة ذكية ومستدامة على البحر الأحمر باستخدام تقنيات الطاقة المتجددة وتحقيق صفر انبعاثات كربونية. كما يحتوي على مشروع “ذا لاين”، وهو خط يمتد على 170 كم، مع التركيز على الاستدامة والبيئة الخالية من السيارات.

يوجد أيضًا مشروع “مدينة الملك عبد الله الاقتصادية”، الذي بدأ تطويره في عام 2005 ويواصل تطويره باستخدام الطاقة الشمسية، ومشروع “المباني الخضراء” التي تلتزم بمعايير الاستدامة باستخدام مواد بناء موفرة للطاقة، كما يهدف “مشروع الدرعية التاريخية”، الذي بدأ العمل فيه منذ عام 2016، إلى ترميم المنطقة التاريخية بأساليب مستدامة، بينما يركز “مشروع إسكان أرامكو”، الذي تم إطلاقه في 2020، على بناء وحدات سكنية صديقة للبيئة.

هذه المشاريع والمبادرات تؤكد تحول السوق العقاري السعودي نحو الاستثمار في المشاريع المستدامة، مما يعكس التزام السوق بتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في مجال التنمية المستدامة وتعزيز جودة الحياة، ويعزز أيضًا نمو القطاع العقاري بشكل مستدام.