أرسلت لي إحدى القارئات الشابات والسعادة تغمرها، رسالة مفادها أن غداً هو أول يوم دوام في حياتها . . وقالت أشعر بخوف شديد من اللقاء الأول مع الزملاء في العمل، كيف أتعامل معهم؟ وهل أقترب من زميلاتي وأصادقهن، أم أتعامل معهن بشكل رسمي؟ وكيف أتحدث إلى مديري؟ وأسئلة أخرى عديدة .
فقلت لها عزيزتي أوصيك بالآتي:
•الاجتهاد في عملك قدر المستطاع، وإن استطعت اجعليه فوق المستطاع، فالإنسان بلا عمل لا معنى لحياته .
• معاملة الزملاء بود واحترام، ولكن من دون كسر الحواجز، والاحتفاظ بمسافة متساوية بينك وبين الجميع .
• الابتعاد عن صغائر الأمور والقيل والقال في محيط العمل، وتجنب الشجار مع الزملاء، والصوت العالي في العمل، وتذكري دائماً أن النفوس تُخذش كما يخدش الزجاج، وربما يشق عليك إصلاح ما أفسدته .
• لا تعولي كثيراً على جمالك للنجاح في عملك، فلربما تأتي من هي أجمل منك فتسقطك عن عرشك وتعودي للصفوف الخلفية، ولكن اعتمدي على ملكاتك وخبراتك، ودائماً تعلمي شيئاً جديداً، فلا قيمة لوجه جميل تحته عقل فارغ، ولا قيمة للسان يخلو قاموسه من الكلمات المهذبة .
• لا تبالغي فى ملابسك حتى وإن كنت تملكين الفخم منها، فلا ترتدي إلا الأوسط لكي لا تثيري أحقاد الزميلات، فالنفس البشرية لا تخلو من المعائب والنقائص .
• ابعدي مشاكلك الخاصة وخلافاتك الأسرية إن وجدت – والأمر لا يخلو – عن الزملاء في العمل واجعلي العمل للعمل فقط، حتى لا تكون حياتك الشخصية قصة مسلية يرويها الزملاء فيما بينهم وأنت لا تدرين . . ولا تروي ما يضايقك إلا لمن يستطيع مساعدتك .
• لا تحتقري أو تنبهري بأحد فالكل سواء لا يملك من أمر نفسه شيئاً، فلا المدير يستحق النفاق والممالأة، لأن كرسيه ربما يكون لغيره غداً، إنما ينبغي أن تعامليه باحترام لأنه أعلى منك مقاماً وأكثر خبرة، ولا العامل يستحق الاحتقار لأنه أقل منك فى المستوى، إنما بالإنسانية والرحمة .
• ابتعدي تماماً عن صراعات العمل التي تنشأ في بعض المنظمات، حتى لا تحسبي على فريق ما وربما تكوني أضعفهم فتتعرضي أنت وحدك للأذى .
• وأخيراً أدي عملك ودوامك على الوجه الأكمل، وعقب فراغك منه، اتركيه دون تباطؤ أو تلكؤ فوقت العمل للعمل، ووقت الراحة للترويح عن النفس .
www.dr-hossam.com