عقب مباحثات خادم الحرمين وأوباما .. المملكة والولايات المتحدة تعززان شراكتهما الإستراتيجية

عززت كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية شراكتهما الإستراتيجية نحو آفاق أرحب وأوسع ،حيث أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وفخامة الرئيس الأمريكي أوباما أهمية الاستمرار في تقوية علاقاتهما الإستراتيجية بما يعود بالنفع على حكومتيهما وشعبيهما. وأشاد فخامة الرئيس بدور المملكة القيادي الذي تلعبه في العالمين العربي والإسلامي.

مباحثات مشتركة

وشدد الجانبان خلال الزيارة التي قام بها، مؤخرا، خادم الحرمين الشريفين للولايات المتحدة مترئسا وفدا المملكة، شددا على أهمية تكثيف الجهود للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، وخاصة في مواجهة نشاطات إيران الرامية لزعزعة الاستقرار، وفي هذا السياق عبر خادم الحرمين الشريفين عن دعمه للاتفاق النووي الذي وقعته دول 5 + 1 مع إيران والذي سيضمن حال تطبيقه عدم حصول إيران على سلاح نووي مما سيعزز أمن المنطقة.

وأناقش الزعيمان شراكة استراتيجية جديدة للقرن الحادي والعشرين، وكيفية تطوير العلاقة بشكل كبير بين البلدين، وقدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية إيجازاً لفخامة الرئيس اشتمل على رؤى المملكة حيال العلاقة الإستراتيجية، وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس توجيهاتهما للمسؤولين في حكومتيهما بوضع الآلية المناسبة للمضي قدماً في تنفيذها خلال الأشهر القادمة

مشاريع استثمارية مشتركة

جرى خلال الاجتماع عرض مشروعات استثمارية للجانب الأميركي من ضمنها مشروعات في مجال التعدين بحجم استثمارات معروضة تقدر ب 200 مليار دولار أبرزها في قطاعي الفوسفات والبوكسات، واستثمارات في قطاعي النفط والغاز وحجم الاستثمارات فيهما خلال السنوات الخمس المقبلة يقدر ب 300 مليار دولار.

مشروعات الإسكان

وجرى خلال القمة عرض استثمارات للجانب الاميركي في قطاعي الإسكان والصحة بما يعزز احتياجات المواطن في المستقبل. كما تم عرض فرص استثمارية في قطاع التجزئة يصل حجم المشروعات المعروضة الى نحو 75 مليار دولار.

الشأن السياسي

وعبرا عن ارتياحهما عن نتائج قمة كامب ديفيد التي عقدت بين قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة الرئيس أوباما خلال شهر مايو الماضي، والتي تهدف إلى تقوية الشراكة الأميركية الخليجية وتعزيز التعاون الدفاعي، والأمني، كما أكد الزعيمان عزمهما على التزامهما بتنفيذ كافة الموضوعات التي تم الاتفاق عليها في كامب ديفيد.

وأكد الزعيمان على أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف، كما جددا التزامهما بالتعاون الأمني بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية بما في ذلك الجهود المشتركة لمواجهة القاعدة، وداعش، وأشادا بتعاونهما للحد من تدفق المقاتلين الأجانب ومواجهة حملات داعش الإعلامية الداعية للكراهية، ولقطع إمدادات تمويل المنظمات الإرهابية.

كما أكد الزعيمان على الحاجة لجهود طويلة المدى تمتد لعدة سنوات لمواجهة الإرهاب والقضاء على القاعدة وداعش مما يتطلب تعاوناً مستداماً من بقية دول العالم.

وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان على ضرورة الوصول إلى حل سياسي في إطار المبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 وأبدى الزعيمان قلقهما من الوضع الإنساني في اليمن، وأكد خادم الحرمين الشريفين التزام المملكة العربية السعودية بتقديم المساعدة للشعب اليمني والعمل مع أعضاء التحالف والشركاء الدوليين بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة للسماح بوصول المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة وشركائها، بما في ذلك الوقود، للمتضررين في اليمن، والعمل على فتح الموانئ اليمنية على البحر الأحمر لتشغيلها تحت إشراف الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الواردة من الأمم المتحدة وشركائها. ووافق الزعيمان على دعم ومساندة الجهود الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة.

وناقش الزعيمان تحديات التغير المناخي واتفقا على العمل سوياً لتحقيق نتائج ناجحة في مفاوضات باريس في شهر ديسمبر القادم، مع مراعاة الظروف الخاصة للمملكة.

الملك يشيد

وبعث خادم الحرمين الشريفين برقية شكر لفخامة الرئيس باراك أوباما إثر انتهاء زيارته الرسمية للولايات المتحدة عبّر فيها عن شكره لما لقيه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

وقال أود أن أشيد مجدداً بالعلاقات التاريخية والإستراتيجية بين بلدينا، والتي تشهد مزيداً من التطور في المجالات كافة.

ولا يفوتني أن أؤكد لفخامتكم أن المباحثات التي عقدناها لا سيما ما يتعلق منها بالشراكة الإستراتيجية الجديدة للقرن ال21 بين بلدينا ستسهم إن شاء الله في تعميق هذه العلاقات ومتانتها، وتعزيز أواصر التعاون المشترك، على النحو الذي يحقق مصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين.

وعبر الملك سلمان عن اعتزازه بتميز أبناء المملكة في الجوانب التعليمية وحرصهم على تطور مداركهم، مؤكداً عليهم بتمثيل المملكة أفضل تمثيل خلال وجودهم بالولايات المتحدة الأميركية التي تربطها مع المملكة صداقة عريقة ومتطورة.

رافق خادم الحرمين الشريفين، الوفد الرسمي وهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ومعالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، ومعالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح ومعالي رئيس الاستخبارات العامة الأستاذ خالد بن علي الحميدان.

Exit mobile version