العقار السعودي والمونديال 2034
د, عماد العبد الرحمن
تُعد استضافة المملكة لكأس العالم 2034 حدثًا رياضيًا غير مسبوق في تاريخها، إذ يشكل فرصة استراتيجية لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية ويعد ذروة الاحداث الرياضية العالمية وتتويجا لمسيرة طويلة لدهم الكرة السعودية على مدى عقود فقد جاء الفوز بالاستضافة السعودية للمونديال ترجمة عملية للتطلعات السامية للقيادة الرشيدة حفظها الله.
لكن بعيدًا عن الفعاليات الرياضية، ما تأثير المونديال 2034 على العقار؟ أثار عديدة وفي
مقدمتها زيادة الطلب على البنية التحتية العقارية إذ تُعتبر كأس العالم 2034 محركًا رئيسيًا للعديد من المشروعات الكبرى في المملكة، التي ستحتاج إلى بنية تحتية متطورة لاستيعاب أعداد ضخمة من الزوار والفرق الرياضية ووسائل الإعلام. وهذا سيشمل إنشاء ملاعب رياضية عالمية، فنادق فاخرة، ومرافق أخرى مثل مراكز المؤتمرات والمرافق الترفيهية وبالتالي، سيشهد القطاع العقاري طلبًا كبيرًا على الأراضي والمشروعات السكنية والتجارية في المدن المضيفة.
ما يؤدي إلى الاستثمار في تطوير المشاريع السكنية والتجارية فمع ارتفاع الطلب على الفنادق والمرافق السياحية في المدن التي ستستضيف المباريات، من المتوقع أن يشهد القطاع العقاري طفرة في تطوير المشاريع السكنية والتجارية. ستتمركز المشاريع في المناطق التي ستستضيف المباريات أو بالقرب منها، مما يؤدي إلى زيادة في قيمة العقارات في تلك المناطق. بالإضافة إلى ذلك، ستستثمر الشركات العقارية الكبرى في مشاريع تجارية لتلبية احتياجات الزوار والسياح.
وبالتأكيد سيمتد التأثير ليصل إلى سوق الإيجارات فنظرًا للعدد الكبير من الزوار المتوقع قدومهم لحضور المباريات، سيكون هناك طلب ضخم على خدمات الإيجار في مختلف القطاعات، سواء كانت سكنية أو تجارية. ستشهد المدن الكبرى، مثل الرياض وجدة والدمام، طلبًا متزايدًا على الوحدات السكنية والإيجارات قصيرة المدى، مما سيؤدي إلى زيادة الأسعار في هذه الأسواق. هذا التأثير سيعزز بشكل كبير عوائد المستثمرين في القطاع العقاري.
ولن نغفل دور التقنيات الحديثة في تطوير القطاع العقاري فمع توجه المملكة نحو تحقيق رؤية 2030، ستؤدي استضافة كأس العالم 2034 إلى تعزيز استخدام التقنيات الحديثة في تطوير البنية التحتية.
ومن المتوقع أن يتطور القطاع العقاري باستخدام تقنيات مثل البناء الذكي، والتصميمات المستدامة، وتقنيات الطاقة المتجددة. هذه التقنيات ستكون جزءًا أساسيًا من المشاريع التي سيتم إنشاؤها، مما يعزز كفاءة البناء ويخفض التكاليف على المدى الطويل.
إن استضافة المملكة لكأس العالم 2034 سيؤدي لتعزيز السياحة والاقتصاد المحلي فلن يقتصر تأثير استضافة كأس العالم على القطاع العقاري فقط، بل سيمتد إلى تعزيز السياحة المحلية والنمو الاقتصادي بشكل عام.
وسيكون الحدث فرصة لزيادة الوعي بالمملكة كوجهة سياحية عالمية، مما سيؤدي إلى زيادة الاستثمار في قطاع الضيافة والترفيه. كما سيسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي عن طريق جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتوفير آلاف فرص العمل للمواطنين السعوديين في قطاعات البناء، والضيافة، والخدمات.
وتشكل استضافة المملكة لكأس العالم 2034فرص جديدة للمستثمرين المحليين والدوليين
تعتبر استضافة كأس العالم 2034 فرصة استثمارية ذهبية للمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء. من المتوقع أن تشهد المملكة تدفقًا كبيرًا من الاستثمارات في مختلف المجالات العقارية، سواء كانت سكنية أو تجارية.
وستعمل هذه الاستثمارات على زيادة نمو القطاع العقاري السعودي وتعزيز قدرة المملكة على استيعاب الطلب المتزايد على الخدمات والمرافق العقارية.
فبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يشهد القطاع العقاري السعودي نموًا بنسبة تصل إلى 5% سنويًا في الأعوام التي تسبق كأس العالم2034 ، مع زيادة في الطلب على الوحدات السكنية التي تتراوح قيمتها بين 100 مليار ريال سعودي و120 مليار ريال سعودي. بالإضافة إلى ذلك، فإن المشاريع الكبرى مثل الفنادق والمرافق السياحية ستساهم في خلق آلاف فرص العمل وزيادة حجم الاستثمار في البنية التحتية.
تتطلب استضافة كأس العالم 2034 تحولًا جذريًا في السوق العقاري السعودي، وهذا لن يحدث إلا من خلال التعاون الوثيق بين الجهات التشريعية، الرقابية، التنفيذية، والعقاريين. إن تنفيذ المشاريع العقارية بنجاح لا يعد فقط تحضيرًا لهذا الحدث الرياضي الكبير، بل هو خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للاستثمار العقاري.
ولن يقف الأمر هنا ذلك ان السوق العقارية السعودية ستشهد تحولات في المشهد العقاري السعودي بعد كأس العالم
فبعد انتهاء البطولة، سيستمر تأثير كأس العالم على القطاع العقاري في المملكة. وستتمتع المدن المضيفة بمرافق حديثة ومنشآت رياضية تسهم في رفع جاذبية المملكة كوجهة للأنشطة الرياضية والسياحية.
وقد يتم تحويل بعض المنشآت الرياضية إلى مراكز تجارية أو سياحية، مما يضمن استدامة الطلب على العقارات في هذه المناطق على المدى البعيد.
وإذا حاولنا قراءة التحديات والفرص فبالرغم من الفرص الكبيرة التي يتيحها كأس العالم 2034 للقطاع العقاري في السعودية، إلا أنه لا بد من أخذ بعض التحديات بعين الاعتبار. من أبرزها التأكد من تنفيذ المشاريع في الوقت المحدد وبجودة عالية، بالإضافة إلى تحقيق التوازن بين التطوير السريع والاحتفاظ بالجاذبية البيئية والثقافية للمملكة.
وختاما نقول: ” تُعد استضافة المملكة لكأس العالم 2034 نقطة تحول هامة في تطور القطاع العقاري السعودي. فهذا الحدث الرياضي الكبير سيسهم في تنمية البنية التحتية العقارية، ويعزز مكانة المملكة على الخريطة العالمية كمركز للاستثمار السياحي والعقاري. وبينما يتطلب ذلك مواجهة بعض التحديات، فإن الفرص التي يقدمها الحدث تفتح آفاقًا جديدة لقطاع العقارات في المملكة وهو ما ينسجم مع رؤية السعودية 2030 ويستجيب للتطلعات السامية للقيادة الرشيدة – حفظها الله – لتكوم بلادنا الغالية دوما اول الصفوف.
إعلامي اقتصادي
مدير الاتصال المؤسسي في شركة سلاسل الإنجاز للاتصالات وتقنية المعلومات