تقرير: الرياض وجدة تقودان انتعاش قطاع المساحات التجارية في المملكة

تقرير: الرياض وجدة تقودان انتعاش قطاع المساحات التجارية في المملكة

تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا غير مسبوق في قطاع المساحات التجارية الترفيهية، تقوده مدينتا الرياض وجدة، حيث تعملان على إعادة رسم ملامح المشهد التجاري عبر مشاريع ضخمة تعزز من تجارب التسوق والترفيه، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

طفرة في المشروعات الترفيهية والتجارية

وفقًا لتقرير صادر عن “نايت فرانك”، فإن الرياض وجدة تستعدان لاستقبال 394.9 ألف متر مربع من المشاريع التجارية الترفيهية الجديدة بحلول عام 2027، تتنوع بين منافذ الأطعمة والمشروبات، والمساحات الترفيهية، والمناطق العامة النابضة بالحياة. ويأتي هذا التوسع استجابةً للطلب المتزايد على تجارب التسوق الحديثة، التي تتجاوز مفهوم الشراء التقليدي إلى مزيج متكامل من الترفيه والتفاعل الاجتماعي.

ارتفاع أسعار الإيجارات ونمو الطلب

كشف التقرير أن متوسط أسعار الإيجار للمساحات التجارية الترفيهية في الرياض بلغ 2360 ريالًا سعوديًا للمتر المربع، ما يعكس الإقبال الكبير على هذا القطاع. وتتصدر منافذ الأطعمة والمشروبات المشهد، حيث تستحوذ على 84% من إجمالي المساحات التجارية، مع سيطرة المطاعم غير الرسمية بنسبة 52%، تليها المقاهي بنسبة 20%.

وفي جدة، يبلغ إجمالي المعروض من المساحات التجارية الترفيهية حاليًا 217.7 ألف متر مربع، مع متوسط أسعار إيجار يصل إلى 2030 ريالًا للمتر المربع. وتتمتع منافذ الأطعمة والمشروبات بمعدلات إشغال مرتفعة بلغت 76%، مما يعكس الشعبية المتزايدة لهذه الفئة.

مشاريع ضخمة تغير المشهد

من المتوقع أن تضيف الرياض وحدها 232 ألف متر مربع من المساحات التجارية الترفيهية الجديدة بحلول عام 2027، ما سيرفع إجمالي هذه المشاريع إلى 33 مشروعًا، بينما ستستقبل جدة 162.9 ألف متر مربع إضافية، ليرتفع عدد مشاريعها إلى 17 مشروعًا.

يُعد “بوليفارد وورلد” و”بوليفارد سيتي” في الرياض من أبرز المشاريع التي دمجت بين البيع بالتجزئة والترفيه والمطاعم، ما يعزز من تحول المراكز التجارية إلى وجهات متكاملة للحياة العصرية.

تطور مفهوم المراكز التجارية في المملكة

صرّح فيصل دوراني، رئيس قسم الأبحاث في “نايت فرانك”، بأن قطاع المساحات التجارية الترفيهية في السعودية شهد تطورًا جذريًا منذ عام 2021، حيث تحولت المراكز التجارية من مجرد أماكن تسوق إلى بيئات تفاعلية تقدم تجارب استثنائية. وأضاف أن هذا التحول يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 لتعزيز جودة الحياة من خلال تطوير مساحات ترفيهية متكاملة.

الأطعمة والمشروبات: محرك النمو الأساسي

تشير بيانات التقرير إلى أن المطابخ العربية (29%) والأوروبية (21%) تتصدر خيارات الطعام في جدة، في حين تستمر مشاريع المطاعم والمقاهي في جذب الاستثمارات داخل المملكة. وتؤكد “نايت فرانك” أن المفاهيم الجديدة للأطعمة والمشروبات تمثل العامل الرئيسي في استقطاب الزوار إلى المراكز التجارية الحديثة.

التجارب الترفيهية تتفوق على التسوق التقليدي

وفقًا للمحلل جوناثان باجيت، فإن المستهلكين في السعودية، خاصة الأجيال الشابة، لم يعودوا ينظرون إلى المراكز التجارية كمجرد أماكن للتسوق، بل باتوا يبحثون عن تجارب غامرة تشمل الترفيه، والمأكولات، والتفاعل الاجتماعي. هذه التغييرات تُرسي معايير جديدة لمستقبل قطاع التجزئة، خاصة مع تنامي التجارة الإلكترونية والتوجه نحو تقديم تجارب متكاملة داخل المراكز التجارية.

استشراف المستقبل

مع هذه الطفرة في المشاريع الترفيهية والتجارية، يتجه السوق السعودي إلى حقبة جديدة من الابتكار في قطاع المساحات التجارية، حيث تصبح المراكز التجارية محورًا للحياة الاجتماعية والترفيهية، وليس مجرد وجهة للتسوق التقليدي. ومع استمرار التوسع والاستثمارات، يُتوقع أن تلعب هذه المشاريع دورًا رئيسيًا في تعزيز الاقتصاد المحلي، وجذب المزيد من الزوار والمستثمرين إلى المملكة.

Exit mobile version