بين العقار والصحافة: دروس من الميدان

المعارض والمؤتمرات

المعارض والمؤتمرات

بين العقار والصحافة: دروس من الميدان

مها العنقري

يُعد العمل الميداني محطة أساسية في مسيرة الصحفي المتدرب، حيث يتيح له الاحتكاك المباشر مع الأحداث واكتساب مهارات تحليلية. ومن بين التجارب التي خضتها كطالبة صحفية، كانت تغطيتي للمعارض العقارية، التي كشفت لي عن ديناميكيات سوق العقارات، ومدى تأثيره على الاقتصاد والاستثمار.

لا تقتصر هذه المعارض على كونها منصات تسويقية، بل تعكس واقع السوق واتجاهاته المستقبلية. فإن العمل الصحفي في هذا النوع من الفعاليات يتطلب مهارة التحليل والقدرة على طرح الأسئلة المناسبة. فمن خلال حواراتي مع المستثمرين والمطورين العقاريين، أدركت أن السوق لا يتأثر فقط بالعرض والطلب، بل تلعب العوامل الاقتصادية والتشريعات الحكومية دورًا محوريًا في تحديد ملامحه. وكمتدربة، كان عليّ أن أوازن بين الاستماع الجيد وتحليل ما يُقال، حتى أتمكن من تقديم صورة واضحة ودقيقة للقراء.

من خلال اللقاءات التي أجريتها داخل المعارض، برزت عدة قضايا تؤثر على قطاع العقارات، أبرزها التغيرات المستمرة في أسعار المواد الأولية، والتحديات المرتبطة بالتمويل العقاري، بالإضافة إلى دور التشريعات في تعزيز الثقة عند البيع والشراء. فبينما يسعى المستثمرون إلى تحقيق أقصى استفادة من الفرص المتاحة، فإنهم يواجهون تحديات تتطلب حلولًا مبتكرة، وهو ما يجعل المعارض العقارية بيئة مثالية لتبادل الأفكار وطرح الحلول الممكنة.

من وجهة نظري، تُعد تغطية المعارض العقارية تجربة ثرية لأي صحفي متدرب، إذ تمنحه فرصة التعرف على قطاع اقتصادي حيوي، وتدريبه على كيفية التعامل مع مصادر متنوعة ومتباينة الأهداف. فهذه التجربة لم تُكسبني فقط معرفة أعمق بالمجال العقاري، بل جعلتني أكثر إدراكًا لأهمية الصحافة الاقتصادية ودورها في نقل صورة واضحة عن الأسواق وتأثيراتها على المجتمع.

Exit mobile version