بين المطرقة و الهرطقة .. صالح بن فرحان الحريري

متى تفتح تلك الابواب ومتى نغتسل من خطايانا على شفا ذلك النهر، بين كل مطرقة وهرطقة فاه مغلق و فاه أثار الضجيج بين ألسنة المتكلمين وأذان المظلومين وبصائر الأنصار، فلاهم الذين ساووا بين تلك الأعواد ولا هم الذين رحموها بقطعة جمر كي تحترق..

بين كل مطرقة و هرطقة سنين من الوعود تتجافى جنوبهم عليها وتضمحل أفئدتهم، كانوا يتحاصدون الانفس بغية العيش وأصبحوا مُترامي الأطراف فيبعد عنق أحدهم عن فخذه بضعة سنين، وذلك الفاه المغلق بين مطرقة التقاليد و هرطقة الغزل وبطنٌ تحمِل وأخرى تُجيب فأكْثَروا المواليد على عزف طرق جلودهم وسنديان الضمائر الهافت، و يبقى ذلك الفاه المغلق يتهالك و يأكل بعضه البعض ثم ما أن يجف حتى تكبر أحلامه فيولد أمل جديد ( أيا بُني قم واحيي ما نحره أباك بمطرقته فلم أرى ذلك العزُ الا هجراً و انكسارا ).

وُلِد ذلك الأمل وأتى حلم جديد فتكسرت كل مطارقهم واستبدلوها بأحكام وقوانين لتكون حفلة شواء وقودها دمعات الحرائر الماجدات ورمادها أعقاب سجائر البغال الهائمة، تجمعت شللهم ورسموا صورة عذراء بكر قد حبلت بلا نطفة واستنطقوها بعدة شهود من أهل بيتها فشهدوا ثم شهقت من صدمتها وقالت أنا أمكم أنا أختكم أنا إبنتكم أنا عرضكم تباً لرجولتكم،، فتذكر أحدهم قصيدة القدس عروس عروبتكم، الخ

لكل انثى عانت من حرب الرجال عليها وهجومهم على قامتها الخالدة فلا تخافي ولا تحزني إن الله معك.

كاتب / مستشار تنمية بشرية

Exit mobile version