كنت في زيارة للعاصمة الفرنسية باريس، مؤخراً، وتجولت في شوارعها القديمة التاريخية، وتفحصت بدقة أبنيتها العتيقة التي تعاند الزمن وتقف في قوة وشموخ. . وبرغم التاريخ الذي يلف المكان، كأنك تشاهد فيلماً من الأفلام الإغريقية القديمة، فإن أصابع الزمن لم تستطع أن تعبث بوجه المدينة، التي ترى في كل ركن من أركانها حيوية الشباب ونزقه أحياناً. . تشعر وأنت تقطع دروب باريس بأنك تتجول داخل متحف كبير صنعه فنانون عظماء، بإتقان منقطع النظير، فكل الأمكنة يفوح منها عبق التاريخ والحضارة والنهضة المعمارية، والفن الراقي .
فالمدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 3 ملايين نسمة، ويفد إليها نهاراً ملايين الموظفين من أرجاء فرنسا للعمل، تجدها صباحاً في حركة دائبة، وفي المساء تستعد بالأضواء والأجواء الحالمة لكي يقضي الباريسيون والسواح، أمسية هادئة في حوانيتها المنتشرة على نهر السين.
وفي وقت الذروة قد تجد زحاماً شديداً، لكن يقابله انضباط تام، بذلك الوعي الذي يتمتع به الفرنسيون، والزوار من الجاليات الأخرى، فقد اعتادوا على النظام والانضباط واحترام آداب المرور.
خلال زيارتي لبرج إيفل، وجدت إحدى اللافتات المعلقة في الطابق الأخير على جدار البرج التي شعرت أمامها بالفخر، والتي تشير إلى أن برج خليفة هو الأعلى في العالم، ذلك البناء الشامخ الذي يتجاوز ارتفاعه 828 متراً.
لقد تفوقنا نحن العرب وبنينا أعلى برج في العالم، وملايين السائحين الذين يزورون برج إيفل سنوياً، والذين قيل إنهم يتجاوزون 12 مليون سائح يرون بأعينهم صوراً لأعلى الأبراج في العالم يتصدرها برج خليفة، حقاً ما أعظم دبي التي تعيد أمجاد العرب، وتعيد تاريخ الفراعنة الذين تصدروا العالم ببناء الهرم الذي ظل لقرون طويلة أعلى الأبنية في الدنيا قاطبة.
لقد وجدت في باريس الحضارة والتاريخ التليد، بينما في دبي علاوة على الأصالة العربية، وجدت الرفاهية والعيش الكريم و200 جنسية يعيشون في رغد وأمان. . حقاً دبي قلعة للترف وبيت كبير للعز وواحة للأمن والأمان، وتاريخ يصنع بخطوات هادئة متزنة، وصوت العرب النابض نحو المستقبل.