هاهي مرحلة تأتي للقطاع العقاري بعد كلمة الأمين العام للجنة الوطنية لكود البناء السعودي، المهندس سعد بن صالح بن شعيل وهو يقول: «مع تطبيقات كود البناء السعودي لن نجد -بإذن الله- مشاريع فلل الكراتين المغشوشة»، هذه في تقديري هي الخلاصة العميقة التي خرج بها المؤتمر الصحفي الذي نظمته وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان لشرح متعلقات الكود والبرامج الممكنة له.
المتشائمون الذي لا يرون أبعد من محيط ظلهم يحسبون أن التكلفة الناتجة من جودة المنتج ومطابقة المواد للمواصفات والمقاييس هي تكلفة إضافية يتحملها المشتري، وكذلك التأمين ضد العيوب الخفية للمباني، وكل همهم بناء مساكن بأقل التكلفة، وبيعها بسعر الجودة المرتفع حتى يحققوا أكبر المكاسب على المستهلك الأخير؛ متناسين أنهم يبيعون بطريقتهم هذه «فلل كرتونية» سوف يتحمل صاحبها الجديد عبء الصيانة من سنتها الأولى لسوء ورداءة التنفيذ، لذلك جاءت فكرة كود البناء السعودي متكاملة الأهداف متسقة المضامين وخاصة أن جميع الجهات المنفذة له جزءاً أصيلاً من منظومة الجودة سواء من ناحية فنية أو إدارية أو إشرافية، حيث لا مجال لتقاطعات العمل، ويبقى الهدف الرئيس لجميع الجهات تطبيق الكود هو درء المخاطر قبل وقوعها، وهذا هو ثمن الوقاية التي لا يمكن مقارنتها بالعلاج المؤقت والترقيع وإدمان المسكنات لمرض الصيانة المزمن!
الممكنات تعني استمرارية الكود
الحدث الجميل المكمل لكود البناء هو تجميع عدد من الممكنات التي تساعد في تطبيق الكود مثل بوابة بلدي، وواعد، واستحداث برنامج المقاول المعتمد، وتدريب المكاتب الهندسية، واستخراج رخص البناء في وقت قياسي، وتصنيف المقاولين، وغيرها من الممكنات غير المحسوسة، هذا النظام الجديد وضع السوق العقاري في اختبار صعب، النجاح فيه يعني الاستمرار في تميز المملكة عبر رؤية 2030.
وفي الختام يجب أن نتقدم بالشكر لقيادتنا وهي تفسح الطريق واسعاً للجان المتخصصة لوضع مواصفات وآليات تحفظ أمن وسلامة القطاع العقاري، وكلنا أمل في أن تجد التعاون المطلق من جميع الجهات ذات الصلة وتحقيق بيئة آمنة خالية من العيوب .