مؤتمر اليورومني بالرياض يناقش “رؤية السعودية 2030” وانعكاساتها المحلية والإقليمية

انعقدت خلال الأسبوع الماضي أعمال مؤتمر اليورومني في دورته الـ 11 ،  الذي استمر لمدة يومين ، بمشاركة عدد من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين والاقتصاديين ونخبة من الاقتصاديين والخبراء الوطنين والعالميين وأكثر من 1600 ممثل عن مختلف الشركات والمؤسسات بالقطاع المالي والمصرفي، وذلك في قاعة الأمير سلطان بفندق الفيصلية بالرياض . وتركزت نقاشات المؤتمر حول آفاق «رؤية السعودية 2030» الطموحة وانعكاساتها المحلية والإقليمية.

تطورات محلية ودولية

وأكد وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف في كلمته خلال افتتاح المؤتمر أشار فيها أن الاقتصاد العالمي خلال الأحد عشر عاما التي مضت منذ انطلاق هذا المؤتمر في عام 2005 ، ومقارنة الأوضاع الاقتصادية الدولية والمحلية حينئذ مع الأوضاع التي نعيشها الآن، شهد تطورات عديدة وغير مسبوقة كان لها الأثر الواضح على مجمل الأوضاع الاقتصادية في العديد من دول العالم، موضحا أن المملكة واجهت الأزمة المالية العالمية وتبعاتها وتجاوزتها بأساسيات اقتصادية قوية مكنت من تحقيق معدل نمو مرتفع نسبيا بلغ في المتوسط أكثر من 4 بالمئة مما يعد من أفضل الدول أداءً بين دول مجموعة العشرين في السنوات الأخيرة وقال إن النشاط الاقتصادي المحلي مرونة ملحوظة بمواصلته النمو بمعدل جيد بلغ عام 2015م، 3.4 في المئة نتيجة للنمو القوي في القطاعات غير النفطية.

رؤية المملكة

وأشار وزير المالية إلى متابعه الجميع باهتمام الحدث الكبير بإطلاق « رؤية المملكة العربية السعودية 2030 »، التي وافق عليها مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها الأسبوع الماضي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ـ، مؤكداً أن هذا المؤتمر يُمثل فرصة لمناقشة هذه الرؤية بجوانبها المتعددة ، مؤكدا أن هذه الرؤية الشاملة للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والهادفة لتعظيم الاستفادة مما حبا الله به المملكة من مقومات جغرافية وحضارية واجتماعية وديموغرافية واقتصادية عديدة، ستسهم في تحول وتنويع اقتصادي شامل.

تحفيز وتطوير الأنظمة

وأفاد وزير التجارة والصناعة د. توفيق الربيعة أن من أدوار وزارة التجارة والصناعة في الرؤية المستقبلية للمملكة هو تحفيز القطاع الخاص وتطوير الأنظمة والإجراءات، وتسهيل الإجراءات والعمل على تحفيز وتنظيم القطاع، موضحا أن الوزارة ستعمل على تطوير شامل للأنظمة التجارية والصناعية، وقال «نريد أن نكون مسهلين للقطاع الخاص، ونريد أن نكون عائقا، كما أننا نهدف لتكون جميع إجراءاتنا إلكترونية».

وأضاف معاليه: إن نظام الشركات يعد بمثابة الحلم الكبير، إذ أمضى إعداد ومناقشة النظام نحو 17 عاما، وكان الوضع في السابق يشوبه تداخل في الاختصاصات مع هيئة سوق المال، مشددا على أن الوزارة تعمل إعادة صياغة الأنظمة الحالية وإنشاء أنظمة جديدة حتى تكون متناغمة مع أحدث الأنظمة العالمية.

وأفصح الربيعة عن مساعي الوزارة لإنشاء نظام ذكي مختص بتحليل النتائج المالية لمعرفة مستقبل النتائج للإسهام في تطوير الاقتصاد السعودي.

إسهامات القطاع الخاص

بدوره أكد معالي وزير العمل الدكتور مفرج الحقباني، في تصريح صحفي على هامش أعمال المؤتمر أن أهم منطلقات الوزارة المستقبلية هي زيادة عنصر العمل السعودي وإسهاماته في القطاع الخاص مع التأكد بأن هذه الزيادة تأتي في الاتجاه الصحيح أي تحل مشكلة الانكشاف المهني، وقال إننا سنعمل على زيادة عدد عمل السعوديين لأكثر من مليون مواطن خلال الرؤية 2030م.

وأضاف: أن هذه الرؤية ألزمت الجهات بتحديد أهدافها وبرامجها وفق برامج قياس الأداء ومستهدفات، ومنظومة العمل في المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية و صندوق تنمية الموارد البشرية ووزارة العمل جميعهم وضعوا أهدافهم التي تحقق الإصلاح لسوق العمل.

1600 خبير وطني وعالمي

وشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 1600 ممثل عن مختلف الشركات والمؤسسات في القطاع المالي والمصرفي، فضلا خبراء عالمين حيث ناقشوا الأثر المحتمل والخطط الاقتصادية الجديدة. وشملت قائمة المشاركين على مجموعة من الشخصيات القيادية البارزة في قطاع الأعمال السعودي وممثلين عن عدد من أكبر البنوك العالمية.

وتحدث في المؤتمر نخبة من أبرز الشخصيات القيادية  حول آفاق «رؤية السعودية 2030» الطموحة وانعكاساتها المحلية والإقليمية، أبرزهمكريستوفر غارنيت، المدير في مجموعة يوروموني انستتيوشنال إنفستر المحدودة، ومدير الجلسات النقاشية الافتتاحية للمؤتمر: الذي قال: « كشفت المملكة العربية السعودية عن خطة اقتصادية جريئة وطموحة تهدف بوضوح إلى تنويع الاقتصاد، وزيادة السيولة في أسواق رأس المال، وتعزيز دور سوق الدين. وأضاف :نحن سعداء للغاية باستضافتنا لمجموعة من كبار المتحدثين في مؤتمر يوروموني السعودية،  والذي قدموا وجهات نظر شمولية حول الخطط الموضوعة والفرص المتاحة في المستقبل».

وشهدت الفعاليات نقاشا مع الأستاذ محمد الجدعان، رئيس هيئة السوق المالية السعودية، وجلسة حوارية حول الأوراق المالية والأسواق، بمشاركة خالد الحصان، الرئيس التنفيذي للسوق المالية السعودية (تداول).ومجموعة من خبراء الاقتصاد الوطنيين والعالميين.

Exit mobile version