على خلفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومع توقعات بتغيرات اقتصادية في القارة العجوز, صعدت الأسهم الأوروبية في مستهل التعاملات أمس الجمعة مرتفعة للجلسة الرابعة على التوالي, وفي ذات الأثناء زادت الثقة بتماسك السوق الأوروبية, حيث بدأت تزول المخاوف الناجمة عن تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بدعم من توقعات باتخاذ البنك المركزي المزيد من إجراءات الدعم.
نمو المؤشرات الأوروبية
وزاد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% في حين ارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.3%. غير أن المؤشرين لا يزالان دون مستوياتهما التي بلغاها قبل صدمة الاستفتاء البريطاني الذي أثار مخاوف من مخاطر سياسية في أوروبا وهو ما أثر سلبًا على أسهم القطاع المالي. وصعد مؤشر قطاع البنوك 1.2 بالمائة ليصبح أكبر الرابحين على مستوى القطاعات. وزاد سهم انتيسا 3.7 بالمائة ليتصدر قائمة الرابحين على مؤشر يوروفرست في حين سجل سهما دويتشه بنك ولويدز ارتفاعًا حادًا. وقال بعض المستثمرين: إن القطاع تلقى دعمًا من أنباء عن أن المفوضية الأوروبية وافقت على برنامج ضمانات إيطالي لتقديم سيولة إلى البنوك المتعثرة عند الحاجة.
وذكر تقرير لوكالة بلومبرج أن البنك المركزي الأوروبي يدرس تيسير قواعد مشترياته من السندات وهو ما اعتبر عاملاً داعماً للسوق أيضًا, وارتفع مؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني للجلسة الرابعة على التوالي ليتجه لتحقيق أكبر مكاسبه الأسبوعية في أربع سنوات ونصف السنة مع تعافي البنوك بعد موجة بيع أعقبت التصويت لمصلحة خروج بريطانيا.
المؤشر البريطاني يزداد
وزاد المؤشر البريطاني 15.12 نقطة أو 0.3 بالمائة ليصل إلى 6519.45 نقطة وبلغت مكاسبه منذ بداية الأسبوع 6.2 بالمائة بما يضعه على الطريق إلى تسجيل أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ ديسمبر كانون الأول 2011.
وتصدرت أسهم البنوك مكاسب السوق البريطانية إذ ارتفع مؤشر القطاع 1.2% بالمائة مع صعود أسهم لويدز وباركليز وآر.بي.إس بنسب تراوحت بين اثنين وثلاثة بالمائة. ورغم أن القطاع لا يزال منخفضًا 10% منذ الاستفتاء إلا أنه تلقى دعماً بعدما قال محافظ بنك إنجلترا المركزي مارك كارني يوم الخميس إن البنك قد يحتاج لضخ المزيد من المحفزات في الاقتصاد البريطاني بعد الصدمة التي أحدثها التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي, وزاد مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.55% بالمائة عن الفتح في حين ارتفع داكس الألماني 0.63 بالمائة.
الاسترليني يتعثر
وهبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين أول أمس بعد أن قال مارك كارني محافظ بنك انجلترا إنه ستكون هناك حاجة على الأرجح إلى المزيد من الإجراءات التحفيزية في بريطانيا هذا الصيف بعد موافقة البريطانيين في استفتاء الأسبوع الماضي على الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال كارني -الذي حذر في وقت سابق من ركود محتمل في بريطانيا إذا اختارت الخروج من الاتحاد الأوروبي- إن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي البريطاني ستعلن تقييمًا مبدئيًا للوضع في 14 يوليو تموز بعد اجتماعها القادم. وانخفض الاسترليني أكثر من 1 بالمائة أمام العملة الاوروبية إلى 83.845 بنس لليورو وهو أضعف مستوى له منذ مارس آذار 2014 بعد نشر تعليقات كارني.
إلى ذلك, هبط الاسترليني 1.6 بالمائة أمام العملة الامريكية إلى 1.3207دولار عند أدنى مستوى له في الجلسة ليصبح على مبعدة أقل من سنت واحد من أدنى مستوى له في 31 عاما البالغ 1.3122 دولار الذي هوى اليه منتصف الأسبوع. وتعافى الاسترليني إلى 1.3292 دولار في نهاية جلسة التداول.