بعدد 517.. المقرات الإقليمية للشركات العالمية تتجاوز مستهدفات 2030

صندوق النقد الدولي حجم سوق البناء السعودي

تُواصل المملكة العربية السعودية تحقيق قفزات نوعية في قطاعات الأعمال والضيافة، مدفوعة برؤية 2030 الطموحة التي تُعيد تشكيل الاقتصاد الوطني وتُعزز مكانة البلاد كوجهة استثمارية عالمية. من ارتفاع الطلب على المكاتب التجارية في الرياض إلى الأداء المتميز لسوق الضيافة في مكة، تُسلط التقارير الضوء على ديناميكية السوق السعودية ومشاريعها المستقبلية التي تعد بتحولات كبيرة.

المقرات الإقليمية تُعزز الطلب على المكاتب في الرياض

كشفت شركة الاستشارات العقارية العالمية “نايت فرانك” أن برنامج جذب المقرات الإقليمية صبح محركًا رئيسيًا لزيادة الطلب على المساحات المكتبية في العاصمة الرياض، ما ساهم في ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل غير مسبوق.

ووفقًا لتقرير “نايت فرانك” لخريف 2024، بلغ عدد الشركات التي التزمت بإنشاء مقارها الإقليمية في المملكة 517 شركة، متجاوزة الهدف المحدد لعام 2030 البالغ 480 شركة. هذا الزخم يُتوقع أن يُضيف مليون متر مربع إلى إجمالي المساحات المكتبية في الرياض، ليصل الإجمالي إلى 6.3 مليون متر مربع بحلول نهاية 2026.

ارتفاع قياسي في أسعار الإيجارات

شهدت الرياض خلال الـ 12 شهرًا الماضية أعلى زيادة في أسعار إيجارات المكاتب من الفئة الأولى على مستوى المملكة، حيث ارتفعت بنسبة 31% لتصل إلى 2604 ريالات سعودية للمتر المربع. جاءت جدة في المرتبة الثانية بزيادة 2.9%، تليها منطقة الدمام الحضرية بنسبة 2.2%.

وفي جدة، ارتفعت إيجارات مكاتب الفئة الأولى بنسبة 2.9% لتصل إلى 1235 ريالًا سعوديًا للمتر المربع، بينما سجلت إيجارات الفئة الثانية نموًا أسرع بنسبة 3.8% لتصل إلى 810 ريالات سعودية للمتر المربع. أما معدلات الإشغال، فشهدت تفاوتًا طفيفًا، حيث انخفض إشغال الفئة الأولى إلى 94%، بينما ارتفع إشغال الفئة الثانية إلى 90%.

قطاع الضيافة: نجاحات ملحوظة في مكة والرياض

شهد سوق الضيافة في مكة المكرمة عامًا مميزًا في 2024، مستفيدًا من مبادرة “طريق مكة” التي سهّلت إجراءات الحجاج في بلدانهم الأصلية قبل قدومهم إلى المملكة. استقبلت مكة أكثر من 1.83 مليون حاج خلال موسم الحج، منهم 1.6 مليون من خارج المملكة.

ومع ذلك، أشارت “نايت فرانك” إلى تأثير ارتفاع أسعار الغرف الفندقية والعرض المحدود على الأداء العام، لكنها توقعت تحسن الوضع تدريجيًا مع مشاريع كبرى مثل “جبل عمر”، الذي سيُضيف حوالي 7700 غرفة فندقية جديدة بحلول 2030.

وفي الرياض، دعم السفر المرتبط بالأعمال وفعاليات مثل موسم الرياض النمو القوي لسوق الضيافة. ارتفع متوسط الأسعار اليومية بنسبة 19% ليصل إلى 847 ريالًا سعوديًا، مع استقرار معدلات الإشغال عند 59.8%. هذا النمو المتوقع قد يُساهم في تخفيف الضغط على متوسط الأسعار في المستقبل.

البنية التحتية لمراكز البيانات: قاعدة قوية للنمو الرقمي

شهدت المملكة تقدمًا كبيرًا في تطوير البنية التحتية لمراكز البيانات، حيث بلغت القدرة الإجمالية لهذه المراكز في الرياض 263.61 ميجاوات، وفي جدة 121.48 ميجاوات، بينما تصدرت الدمام المشهد بقدرة إجمالية بلغت 392.38 ميجاوات. هذه المشاريع تأتي ضمن مبادرات رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد وتطوير البنية التحتية الرقمية.

وتُظهر هذه المؤشرات أن الاقتصاد السعودي يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه الطموحة، سواء من خلال تعزيز الطلب على المكاتب التجارية أو تطوير سوق الضيافة والبنية التحتية الرقمية. ومع استمرار المشاريع الكبرى والتحولات الاقتصادية، يتوقع أن تُصبح المملكة واحدة من أبرز وجهات الاستثمار والأعمال عالميًا.

Exit mobile version