فشل وتأجيل صفقات عقارية ضخمة بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

ألقى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بظلاله على الوضع الاقتصادي المحلي حيث أدى الانخفاض الحاد في قيمة الجنيه الإسترليني لتحفيز المستثمرين لشراء الوحدات السكنية في صفقات جديدة وبأسعار مغرية, فيما اعتبر بعض الاقتصاديين أن الوضع الاستثماري في المملكة المتحدة يسوده الضبابية مما استدعى أحد البنوك الأجنبية بتجميد قروض الرهن العقاري للمشترين وانسحب بعض المستثمرين من صفقات تجارية.

ويعتبر سوق العقارات في العاصمة البريطانية لندن جاذبة للمستثمرين الأجانب سواء منازلها الفاخرة أو عقاراتها التجارية الشهيرة وهو ما دفع الأسعار في العاصمة إلى الارتفاع بشدة, ومن جانب المستثمرين البريطانيين قد تكون أجواء الغموض الحالية سبباً في الإحجام عن الصفقات العقارية على الرغم من أن العقارات تعتبر على نطاق واسع أكثر ربحية من أصول آمنة أخرى بسبب نقص المعروض.

وعلى حسب بول فيرث مدير قطاع العقارات في شركة إيروين ميتشل القانونية, تم تأجيل شراء صندوق استثمارات أمريكي خاص لمركز تسوق إقليمي تبلغ قيمته أكثر من 30 مليون جنيه إسترليني (40 مليون دولار) بعد التصويت بالانسحاب لمدة لا تقل عن شهرين وذلك بانتظار استقرار الأسواق.

وأضاف فيرث أن عدداً من الصفقات التي أعرفها فشلت أو تم تأجيلها لحين استقرار الوضع الجديد.”

ووفقا لبحث في يونيو حزيران أجرته شركة (كوشمان آند ويكفيلد) للخدمات العقارية وصل حجم الاستثمارات العقارية التجارية في بريطانيا إلى 10.7 مليار جنيه إسترليني في أول ثلاثة أشهر من 2016 بما يمثل انخفاضا نسبته 28% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي وكذلك أقل حجم ربع سنوي لها منذ الربع الثاني من 2013.

وظهرت إشارات أيضاً على أن تداعيات قرار الخروج من التكتل تفيد المستثمرين المحترفين مثل الصناديق الخاصة على حساب مشتريي المنازل الذين قد يعانون بسبب الأوضاع الاقتصادية.

وعلق بنك يونايتد أوفرسيز السنغافوري مؤقتا قروض الرهن العقاري لشراء وحدات في لندن, كما نبهت مصارف آسيوية أخرى إلى مخاطر استثمارية محتملة.

ويرى المراقبون أن الانخفاض الحاد في قيمة الجنيه الإسترليني عقب خروج بريطانيا يؤدي إلى تبديد بعض تأثير الزيادات الضريبية التي جرى تطبيقها في أبريل نيسان والتي رفعت تكلفة شراء العقارات خاصة في وسط لندن وهي المنطقة المفضلة للمشترين الأجانب, وهناك علامات على أن ذلك يحدث بالفعل في سوق العقارات الفاخرة.

وقال ديفيد آدمز مدير في (جون تايلور) وهو وكيل للعقارات الفاخرة “لقد أتممنا عدداً من صفقات البيع” متوقعا المزيد من الطلب من الشرق الأوسط بعد نهاية شهر رمضان في العقارات التي تتراوح قيمتها بين مليونين وستة ملايين جنيه استرليني.

Exit mobile version