المرحلة القادمة .. قوة اتخاذ القرار .. أ. عبدالعزيز العيسى

المرحلة القادمة .. قوة اتخاذ القرار .. أ. عبدالعزيز العيسى

ألقى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي بظلاله السالبة في السوق الاقتصادية العالمية التي تعاني من عدم اتضاح الرؤيا وضبابية التحليلات والتقديرات الاقتصادية التي عصف بها صيف ٢٠١٦, ولا يزال السوق العالمي يترنح من أجل معاودة نشاطه والتعافي من الصدمة التي تحتاج لعدة سنوات.

وعززت انتخابات الرئاسة الأمريكية وانخفاض أسعار النفط وزيادة البطالة من اختلال المعادلة الاقتصادية, مما دفع الرأسماليون لاستثمار المليارات في العقار والأسهم في زمن قصير, مما يعرضها لعواصف المتغيرات الاقتصادية المتوقعة من حين لآخر.

  وفي صعيد اقتصادنا المحلي الذي لا تنفصل حركته من التأثير العالمي فقد خضع لمعالجات كثيرة ومتعددة, وخاصة أن البترول كان يشكل أكثر من 90% من الناتج المحلي, مما انعكس  على شريحة كبيرة من المجتمع مرتبطة به بشكل مباشر خاصة موظفي الدولة, وسيمتد التأثير على الشرائح الأخرى إلى القطاع الخاص وأصحاب الأعمال وملاك العقار.

ونتيجة لهذه المتغيرات قامت شركات كبرى في مجال الطاقة بتخفيض ميزانياتها لأكثر من 70% فيما خرجت شركات أخرى من السوق, وتوقفت مصانع للطاقة وشركات أخرى بسبب تأخر مستحقاتها المالية لدى بعض الجهات الحكومية, وهذا الوضع بمجمله سيؤثر في اقتصاديات المنشآت الصغيرة والمتوسطة رغم مقاومة بعضها لفترة ستة أشهر, إلا أن التكهنات تشير لخروج بعضهم من السوق مستقبلاً لوقف الخسائر المحتملة جراء  زيادة التكاليف وتوقف المبيعات.

والسوق العقاري كجزء أساسي من الاقتصاد المحلي تأثر بالمتغيرات التي فرضت عليه كرسوم الأراضي البيضاء ورسوم البلديات ورسوم العمالة, ظل يقاوم الانهيار ويتماسك في ظل عدم وجود المشترين الحقيقيين لتلك الأراضي رغم جدية البيع، ماعدا عدد محدود من الأراضي التي نزلت أسعارها بشكل مشجع لصيادي الفرص.

وعلى صعيد المباني التجارية فقد اتجه أصحاب الكثير من المحال إلى التقبيل مما ينذر بزيادة المعروض مع فرض رسوم البلديات الجديد على المحال التجارية بواقع ١٠ للمتر وهذا لا شك سيرفع تكاليف المستأجر الذي ليس له سوى ثلاث خيارات إما بتقليل أرباحه أو تحميلها على كاهل المستهلك أو الخروج من السوق؛ لذا المرحلة القادمة ستكون أكثر صعوبة لكثير من المنشآت الصغيرة والمتوسطة ونتوقع أن يتجه الكثير من رجال الأعمال لإعادة الهيكلة لأنشطتهم وتقليل تكاليفها وتطويرها لمواجه المتغيرات, فيما سيشهد القطاع الخاص المزيد من التحالفات, وكما تقول الحكمة «وقف الخسارة ربح» ويحتاج القرار إلى جرأة في اتخاذه بعيداً عن العاطفة.

رئيس التحرير

azizes@amlakmail.net

Exit mobile version