قطار الرياض.. نظرة عقارية مختلفة

عبدالعزيز العيسى- مسارات قطار الرياض

قطار الرياض.. نظرة عقارية مختلفة

عبدالعزيز العيسى

بات من المؤكد أن يمثل قطار الرياض نقلة نوعية في قطاع النقل العام ليس على مستوى المملكة فحسب؛ بل على المستوى القاري والعالمي للجودة والدقة العالية التي نُفذ بها المشروع ليوفر حلولًا مبتكرة لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال التنقل الحضري. ومع بداية تقديم خدماته سوف تظهر مزايا هذا المشروع الضخم.

ومن أهم تأثيرات مشروع النقل العام بالرياض سيسهم بصورة مباشرة ومبتكرة في تطوير المناطق المحيطة بالمحطات؛ حيث ستشهد تلك المناطق تطوراً عمرانياً واقتصادياً، وذلك بإنشاء المراكز التجارية والمعارض والمكاتب ومشاريع سكنية جديدة بمواصفات ومعايير خاصة، وبالتالي جذب الاستثمارات المختلفة وتحسن البنية التحتية، هذا فضلًا لسهولة الوصول إلى المناطق البعيدة والطرفية من العاصمة في وقت وجيز.

من الأشياء المفرحة أن مشروع النقل العام جاء تكامليًا؛ إذ يعمل القطار بصورة متناسقة مع وسائل النقل الأخرى مثل الحافلات، لتشكل في مجملها شبكة حقيقة تربط بين أطراف المدينة ووسطها بواسطة 6 مسارات طولها أكثر من 176 كيلو مترا، هذه المنظومة الضخمة لم تأتِ وليدة صدفة، بل جاءت بدراسات مستفيضة بواسطة خبراء ومختصين واستراتيجيين؛ جاءت توصياتها بحتمية قيام مشروع حضاري لحل أزمة التنقل في العاصمة الرياض ويفك ارتباطها بالازدحام، لذلك يحتاج المواطن إلى جرعة تثقيفية تبين له الأثر الاقتصادي من استخدام القطار في التنقلات، حيث أوضحت دراسات أن هذا المشروع يخفض عدد الرحلات التي تقوم بها السيارات بمقدار 250 ألف رحلة يوميًا، كما يوفر 400 ألف جالون وقود في نفس اليوم.

وعلى مستوى تأثير قطار الرياض على العقارات من المتوقع أن تتحول محطات قطار الرياض إلى مراكز جذب رئيسية لأنشطة تجارية متنوعة، حيث تقدم المحطات خدمات النقل السريع والربط المباشر بالمناطق الحيوية في المدينة. هذا التوجه يفتح المجال لتطور كبير في قيمة العقارات التجارية القريبة من المحطات، مع ازدياد الطلب عليها من قبل المستثمرين وأصحاب المشاريع الراغبين في الاستفادة من تدفق الركاب اليومي وضغط السكان العالي.

ويكمن التحدي أيضًا في مدى قدرة العقارات التجارية البعيدة عن المحطات على المنافسة والتكيف مع هذا التحول.

Exit mobile version