شركات عالمية تتنافس من أجل إدراج فنادقها الفخمة ضمن الضيافة المستقبلية في المدن المقدسة

دراسة تتوقع ارتفاع عدد الزوار إلى 13.75 مليون بحلول عام 2019م
والتوسع بتطوير المدن المقدسة يرفع حجم الطلب على الوحدات الفندقية
 
جدة- أملاك
تتميز السوق العقاري في الأماكن المقدسة العقاري في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة عن غيره من الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كونه لا يعاني من قلة الطلب وإنما محدودية العرض والقدرة الاستيعابية.  خصوصا في المواسم الدينية كالعمرة خلال شهري موسم الحج وشهر رمضان المبارك.

وكشفت احد الدراسات الاقتصادية التي أعدتها شركه جونز لانغ لاسال وهي شركة عالمية متخصصة في إدارة العقارات عن حجم السوق العقاري والنمو المتوقع وقد خلصت الدراسة إلى نتائج رئيسية هي:
– السوق العقارية في المدينة المنورة ومكة المكرمة فريدة من نوعها حيث لا حدود للطلب
– يتوقع أن عدد زوار المدينتين لأغراض دينية سيرتفع من 7.8 مليون إلى 13.75 مليون بحلول العام الهجري 1440 (2019م)
– زيادة الفرص والتوسيع في قطاع الضيافة (الفنادق) في ضوء الحاجة إلى  ما مجموعه 82000 غرفة فندقية بحلول العام الهجري 1440 (2019م) وقال شهاب بن محمود النائب الأول للرئيس في شركة جونز لانغ لاسال هوتيلز: ” هذا أول تقرير تصدره شركة عالمية يقدم نظرة شاملة لسوق العقارات في المدينتين المقدستين مكة والمدينة. وقد لاحظنا أن هاتين المدينتين تشكلان عامل جذب كبير في المنطقة وهناك ضرورة ملحة لتقديم تقرير مفصل عن خطط التنمية الكبرى التي تجري فيهما. وهنا لا بد من التنويه بجهود الحكومة السعودية والتي خطت خطوات واسعة باتجاه الاستفادة من العقارات في المدينتين لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج والزوار”.
ويشير التقرير أنه نظراً إلى الحركة الكبيرة المرتبطة بالحج، فإن التحدي الأساسي يكمن في نظام النقل البري وليس في قدرة المطارات أو الموانئ البحرية أو توفير المساكن الكافية. وقد زاد عدد الزوار خلال موسمي الحج والعمرة من 5.3 مليون إلى 7.7 مليون خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال شهاب: “تشير تحليلاتنا للعوائق إلى أن العدد الإجمالي للحجاج والمعتمرين الذين يزورون مكة المكرمة والمدينة المنورة قد يرتفع إلى 13.75 مليون بحلول العام الهجري 1440 (2019). وسيوفر العدد المتزايد من الحجاج فرصاً كبيرة لزيادة عدد الغرف الفندقية في كل من مكة والمدينة”.
ونتوقع أن تكون الزيادة في عدد الحجاج أقل اضطراداً من الزيادة في عدد المعتمرين نظراً للفترة المحدودة لموسم الحج. ويعني هذا زيادة القيود على القدرة في استيعاب الزوار والاكتظاظ والتحديات الأخرى الناجمة عن ذلك.
ويجري حاليا تنفيذ عدد من المبادرات لتخفيف عوائق البنى التحتية الحالية من أجل استيعاب أكثر فعالية لأعداد أكبر من الحجاج الذين يتوقع أن يرتفع عددهم ليصل 13.75 مليون حاج بحلول العام الهجري 1440 (2019م). ورغم أن ملكية الأراضي في المدينتين محصورة بكيانات سعودية، إلا أن هذه الأسواق استقطبت استثمارات كبيرة من دول مجلس التعاون الخليجي واستثمارات أجنبية على شكل اتفاقات مشاريع مشتركة مع كيانات سعودية، ومن بين هذه المشاريع:
– مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة: توسيع وتطوير يسمح للمطار باستيعاب 80 مليون مسافر في العام.
– مطار المدينة: لدى الهيئة العامة للطيران المدني كذلك خطط لتطوير مباني المسافرين الحالية وتطوير مرافق جديدة في مطار المدينة. وتهدف هذه التوسعة إلى تحفيز السياحة الداخلية وزيادة قدرة الحجاج على التوجه إلى المدينة المنورة. ويهدف المشروع إلى زيادة حركة الركاب من 4 ملايين راكب سنويا في عام 2009 إلى 14 مليون بحلول عام 2010.
– ميناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية: يجري تصميم الميناء بحيث يستوعب نحو 500,000 حاج خلال موسم الحج. ويتوقع أن يتمكن الحجاج من الانتقال من سكة حديد مكة المدينة في محطة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة في أقل من 90 دقيقة.
– خط الحرمين للقطارات السريعة: سيكون خط السكة الحديد البالغ طوله 450 كلم كهربائيا بشكل كامل، وستصل سرعة القطارات التي تسير عليه إلى 320 كلم في الساعة. ويتوقع أن يستخدم ما يصل إلى 50% من الحجاج الذي يزورون مكة والمدينة القطارات الجديدة المقترحة.
– محطة قطارات المدينة: ستكون محطة قطارات المدينة المحطة الواقعة في نهاية خط الحرمين للقطارات السريعة. وتشير التوقعات الحالية إلى أن المحطة ستكون قادرة على استيعاب 6.2 مليون راكب سنوياً بحلول عام 2015.
– توسعة الحرم الشريف: جرت مؤخراً عملية توسعة كبيرة للحرم الشريف لاستيعاب 500,000 حاج في أي وقت من الأوقات. وتجري عملية توسعة كبيرة حالياً تشمل الساحات الشمالية للمسجد باتجاه المنطقة الشامية.
– توسعة الفنادق: يمكن أن يتضاعف عدد الغرف الفندقية في مكة المكرمة خلال السنوات العشر المقبلة حيث يتوقع توفر 50,000 غرفة إضافية في نطاق مناطق إعادة التطوير الجديدة الواسعة. أما في المدينة فإن عدد الفنادق الجديدة التي أعلن عنها أقل بكثير عنها في مكة المكرمة حيث لم يزد عد الغرف الإضافية في المشاريع القريبة من الحرم والتي يتوقع تسليمها خلال السنوات الثلاث المقبلة عن 3000 غرفة.
ومن بين المشاريع الكبرى في وسط مكة والتي تمت الموافقة على خططها التنظيمية:
– جبل عمر: هو أحد أكبر مشاريع التطوير. ومن المنتظر أن يوفر المشروع أكثر من 10,000 غرفة فندقية ضمن مباني ستقام على أرض مساحتها حوالي 1.8 مليون متر مربع. وقد تم تعديل الخطة التنظيمية لهذا المشروع أكثر من مرة بالنظر إلى حساسية الموقع لقربه من الحرم المكي.
– جبل خندمة: يغطي هذا المشروع مساحة 600,000 متر مربع من الارض شرق المسجد الحرام في مكة، ويهدف المشروع إلى استبدال المباني والشوارع القديمة والأزقة الضيقة بمباني وشوارع ذات نوعية جيدة. ويهدف مشروع جبل خندمة إلى أن يصبح مدينة صديقة للمشاة حيث سيفصل تماما ما بين المشاة وحركة مرور السيارات.
– طريق الملك عبد العزيز: مشروع عمراني مساحته 3.5 كلم مربع يهدف إلى إعادة تطوير واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في مكة. وسيقدم المشروع مرافق ضيافة عالية الجودة وعقارات سكنية وتجارية.
– الخطة التنظيمية للمدينة (بما فيها مدينة المعرفة الاقتصادية): يقع أبرز المشاريع العقارية في المدينة، وهو مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية، على بعد حوالي خمسة كلم شرق المسجد الحرام. تبلغ مساحة المشروع 480 هكتار ومساحة المنطقة المتوقع بناؤها 8 ملايين متر مربع سيقطنها 150,000 نسمة. ويتطلب الاستثمار في هذا المشروع أكثر من 8 مليارات دولار أميركي.
ومن المرجح أن تؤدي مشاريع التطوير هذه إلى زيادة كبيرة في عدد الزوار الى المدن المقدسة في السنوات العشر المقبلة. وسيوفر العدد المتزايد من الحجاج والتغير في متطلبات إقامتهم فرصاً لتوسع كبير في سوق الضيافة في هاتين المدينتين.
ويقول شهاب بن محمود: “تشير تحليلاتنا بشان عدد الزوار المحتملين إلى أنه قد يكون هناك طلب على حوالي 82,000 غرفة فندقية في المدن المقدسة بحلول عام 1440 هجري (2019). ومن بين الانعكاسات الكبرى المتوقعة لهذا الطلب المتزايد حدوث تنافس بين الشركات العالمية لإدراج فنادقها الفخمة ضمن مشاريع الضيافة المستقبلية في المدن المقدسة، لكي يظل السؤال معلقاً حول مدى توافق هذه العلامات التجارية الكبرى مع طبيعة الطلب الحالي والمستقبلي”.

Exit mobile version