من المهم لكل العاملين في قطاع التسويق أو المبيعات في المملكة أن يتعرفوا بشكل جيد على سمات وخصوصيات المجتمع السعودي، ولن يتمكنوا من فك شفرته من خلال ما درسوه في جامعاتنا أو حتى في جامعة هارفارد، فما ينطبق على معظم الشعوب قد لا ينطبق علينا، فعاداتنا وتقاليدنا مختلفة وأمزجتنا متقلبة، والمبتدئ الذي يأتي من بلاد أخرى يحتاج إلى زمن وفترة طويلة لمعرفة طبيعة المجتمع السعودي الذي يختلف كثيراً عن المجتمعات الأخرى بشكل كبير، وقد لا يتصور من يحتك بمجتمعنا مباشرة أن لديه هذا النوع من الخصوصيات الخفية.
و يظل المجتمع السعودي المختلط بالمجتمعات الأخرى عن طريق السفر السياحي أو العلاجي أو التجاري، محافظاً على سلوكياته، بينما يتغير فقط مؤقتاً خلال سفره، وعند قدومه بل عند مجرد إحساسه بالرجوع إلى وطنه تظهر عليه بوادر سلوكه الأصلي بشكل ملفت للنظر، وربما هو نفسه لا يكتشف هذه السمات والخصوصيات خلال تواجده خارج وطنه، لذا فعلى مسئول التسويق دراسة ذلك جيداً حتى يتمكن من الوصول إلى قلب المستهلك السعودي فليس المزاج بالخارج كالمزاج بالداخل.
وتعالوا نراقب أو نتابع سلوك الرجل منا عندما يقرر بناء المنزل .. إنه يتخيل أنه سيدعو الناس أجمعين لمنزله!! إنه يحمل همومهم.. أين سيجلسون؟ وكم كرسي على طاولة الطعام سيكفيهم؟ وبهذا يتسبب في إزعاج نفسه وأسرته قبل البناء، وعند البناء ينصب تركيزه أيضاً على أماكن الضيافة، ونحن في زمن تغير كل شي والكثير منا أصبح مشغولاً، وكل شي تيسر أيضا من مطاعم واستراحات التي يمكن الاستعانة بها في حالة وجود أي مناسبة لا يسعها منزلك.
والجميع بالطبع يقدر الوضع، فحالتك تنطبق على الغالبية!! وما نراه من إقامة .