لا أحد ينكر الدور المقدر الذي تقوم به وزارة الإسكان لتوفير مساكن ميسرة لعدد من المواطنين رغم تحفظاتنا على البطء في تنفيذ مشاريعها لعدم استلامها العدد الكافي من الأراضي.. وقضية عدم إيجاد أراضي كافية لتنفيذ المشاريع رغم أن المملكة تعتبر أكبر دولة خليجية من حيث المساحة بل وتفوق مساحتها الكثير من الدول العربية والأوروبية، أمر غريب رغم مساحة المملكة الشاسعة؟.
والغريب في الأمر أن الكثير من سكان بعض الأحياء القديمة يهجرونها رغم توفر الخدمات فيها ووقوعها في وسط المدن، ليبحثوا عن أحياء جديدة قد لا تتوفر فيها كل الخدمات وذلك بحجة البعد أن وسط المدينة وضجيجها، حيث نجد الأحياء الجديدة نتيجة لهذا الاقبال مرتفعة الأسعار، وفي ذلك التصرف عدة سلبيات منها تقليص فرص المواطنين الأخرين في الحصول على سكن ملائم وبسعر ملائم وذلك نسبة لارتفاع أسعار الوحدات السكنية لا سيما في الأحياء الجديدة.
وللأسف الشديد نحن لا نفكر في الحلول إلا بعد تفاقم الأزمات ثم نحاول بعد ذلك أن نضع حلولا عاجلة في محاولة لإطفاء الحرائق وهي بالتالي لا تعتبر حلولا جذرية، لأننا نغفل الحلول العملية، ومن ذلك وجود كم هائل من المساكن المهجورة في وسط عدة مدن يمكن أن تساهم بقدر معقول في حل أزمة السكن وكمثال لذلك عشرات العمائر والأحواش التي هجرها ملاكها وأهملوها حتى أصبحت مأوى لمرتادي الإجرام وللعمالة السائبة ومن ذلك عمائر عديدة في وسط الرياض كالبطحاء، وحي الشميسي ، بل وفي بعض الأحياء الراقية، مثل حي الملز الذي رصدت فيه بصورة عاجلة العشرات من العمائر والأحواش المهجورة، فلماذا لم تستغل مثل هذه العمائر والاحواش وبعد إجراء الصيانة اللازمة في حل ولو جزء قليل من أزمة السكن؟، والسؤال الذي يفرض نفسه هل قامت الجهات المختصة بحصر هذه المباني والأحواش؟ وهل توجد احصائية ولو تقديرية عن عدد العمائر والأحواش المهجورة ؟ والأكثر غرابة وجود الكثير من العمائر المهجور وهي في حالة جيدة إن لم تكن ممتازة.
وقبل فترة قرأنا عن احصائية توضح تكشف عن مئات الآلاف من الوحدات السكنية الفارغة، في مختلف مدن المملكة، أليس ذلك أمر غريب؟..فأزمة السكن الكل شارك في تفاقمها لذلك لابد من تضافر الجهود لوضع حلول علمية وبصورة عاجلة، حتى لا تتفاقم أكثر من ذلك.