اللوحات الخارجية بين الفنون والأنظمة

عبدالعزيز العيسى- اللوحات الخارجية- الملتقيات العقارية.. بوصلة الاتجاه الصحيح

اللوحات الخارجية بين الفنون والأنظمة

عبدالعزيز العيسى

تُعد اللوحات الخارجية جزءًا لا يتجزأ من المظهر العام للمدن والشوارع، حيث تلعب دورًا مهمًا في تشكيل جماليات الأماكن العامة، من خلال الألوان والتصاميم المبدعة، يمكن لهذه اللوحات أن تضفي لمسة فنية فريدة على الأحياء، مما يساهم في تحسين البيئة الحضرية وجذب الانتباه إلى معالم المدينة بطريقة مميزة، فهي لا تُستخدم فقط للإعلان، بل يمكن أن تكون أيضًا وسيلة لإيصال رسائل اجتماعية وثقافية تعزز من هوية المجتمع وتاريخه.

ومع ذلك، فإن تأثير اللوحات الخارجية لا يقتصر على الجانب الجمالي فحسب؛ بل يتطلب أيضاً الامتثال للأنظمة والتشريعات واللوائح المنظمة،  حيث تؤدي وزارة البلديات والإسكان دورًا محوريًا في تنظيم عمل اللوحات الخارجية، فهي الجهة المسؤولة عن وضع اللوائح والأنظمة التي تضمن أن تكون هذه اللوحات متوافقة مع البيئة المحيطة، سواء من حيث الحجم، الموقع، أو المحتوى، وبفضل هذه التنظيمات، تم الحد من الفوضى البصرية وضمان أن تكون اللوحات إضافة جمالية حقيقية للمدن، بدلاً من أن تتحول إلى مصدر إزعاج أو تشويه للمشهد العام، بل تبقى عنصراً متناغماً يعزز من جودة الحياة.

ومن هنا يجب الاستفادة من الإرث الفني والثقافي والمخزون الإبداعي الذي يتمتع به الفنانون، فهم أجدر الناس بنقل رؤيتهم الإبداعية إلى الواقع من خلال تصميم وتنفيذ اللوحات، وحتمًا سوف يكرسون فهمهم العميق للعناصر البصرية وتأثيراتها النفسية للشكل والمحتوى النهائي للتصميم، وفضلًا عن تحقيق أهداف اللوحة في لفت الانتباه وجذب العملاء والتعريف بالمنشأة، فهي أيضًا تمنح العابرين انطباع جميل ومريح يضيف قيمة جمالية للمدينة. وكذلك يمكن الاستفادة من المبدعين في إنتاج أعمال تتماشى مع التشريعات واللوائح المحلية، مما يساعد على تحقيق توازن مثالي بين الفن والأنظمة.

نأمل أن يجد قطاع إعلانات اللوحات الخارجية المزيد من الاهتمام من المجتمع، حتى تختفي كل التشوهات في المدن، خاصة لوحات الإعلانات العقارية التي نشاهدها على قارعة الطريق أو في فضاء الأراضي، ونتمنى من الجهات المسؤولة تنظيم مسابقة سنوية لأجمل لوحات الإعلانات الخارجية؛ أسوة ببقية المجالات الفنية الأخرى.

Exit mobile version