مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد بجدة، والذي يعتبر بوابة الحرمين الشريفين قطع العمل فيه شوطا كبيرا ، حيث يعد واحدا من أكبر المطارات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا ، وقد جاء إنشاء المطار لمقابلة ارتفاع أعداد المسافرين من عام لآخر لا سيما ضيوف الرحمن الذين يقصدون الحرمين الشريفين لأداء فريضة الحج والعمرة والذي جاء إنشاؤه ضمن إطار رعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بمنظومة الطيران المدني في المملكة بشكل عام وبمطار الملك عبدالعزيز الدولي بشكل خاص بوصفه بوابة رئيسة للحرمين الشريفين ومن المتوقع انتهاء المرحلة الأولى من المشروع في نهاية عام 2015م، حيث تقدر تكلفة المرحلة لأولى بأكثر من سبعة وعشرين مليار مليون ريال.
أهمية المطار
يسهم المشروع في استيعاب الزيادة المطردة الحالية والمتوقعة في الحركة الجوية من خلال مرافق حديثة وعالية التقنية ، كما سيوفر عددا كبيرا من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص علاوة على آلاف الفرص الوظيفية للمواطنين، وتجويد الخدمات للمسافرين بناء على قياس مؤشرات الأداء في خدمة العملاء.
وأهمية المطار الجديد تنبع مع الأهمية الاستراتيجية لمدينة جدة التي تحتل موقعاً بارزاً على خارطة مدن المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط، على ساحل البحر الأحمر، وكونها بوابة جوية وبحرية للحرمين الشريفين، وكذلك بوصفها مدينة اقتصادية وسياحية تستهوي الجميع من الداخل والخارج، وبالتالي فإن اقامة مشروع المطار الجديد يعزز من الموقع الاقتصادي والاستراتيجي والتاريخي لعروس البحر الأحمر.
مفخرة مطارات العالم
روعي عند إنشاء المطار الجديد في تجهيزه ليكون من أحدث مطارات العالم المتقدم من حيث مجمع صالات الركاب وأبراج المراقبة والخدمات المساندة واحتوائه على اكبر برج للمراقبة الجوية بارتفاع 136م، – أحد أعلى أبراج المراقبة في العالم – إضافة إلى برج دعم المراقبة الغربي وكافة المعدات والأنظمة المتكاملة ومراكز للمعلومات مزودة بشبكة كابلات ألياف ضوئية، وممرات متسعة تيسر تقديم الخدمات في اعلى درجة من الاداء والكفاءة وانشاء شبكة طرق سريعة تربطه بمحطات السكة الحديدية التي سيتم انشاؤها قريبا.
مراحل المشروع
تبلغ مساحة مشروع مطار الملك عبد العزيز الجديد في جدة أكثر من مائة كيلو متر مربع، ويحتوي على العديد من المنشآت والمرافق التي تخدم المطار.
والمشروع مقسم إلى ثلاث مراحل: تهدف المرحلة الأولى إلى خدمة 30 مليون مسافر سنوياً بحلول أوائل عام 2015، وتهدف المرحلة الثانية إلى خدمة 43 مليون مسافر سنوياً، بحلول عام 2025، وسيتم بدء العمل فيها مع انتهاء المرحلة الأولى مباشرةً وتهدف المرحلة الثالثة إلى خدمة 80 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2035. وتحتوي المرحلة الأولى من المشروع على عقدين متوازيين جار العمل عليهما في وقت واحد، حيث يضم العقد الأول من المشروع إنشاء مجمع صالات الركاب، وأبراج المراقبة، والخدمات المساندة. وتقع صالة المسافرين على مساحة 670 ألف متر مربع لاستيعاب ما يقارب 30 مليون مسافر سنوياً لخدمة جميع الرحلات الداخلية والدولية.
تجهيز صالات الركاب
صالات مشروع المطار الجديد تحتوي الركاب على 220 كاونترا و80 جهازا خدمة ذاتية لخدمة المسافرين، وتضم أيضاً 46 بوابة للطائرات منها 25 بوابة للرحلات الدولية و13 بوابة للرحلات الداخلية، إضافة إلى ثماني بوابات مزدوجة الاستعمال، إضافة إلى 94 جسراً متحركاً موصلا للطائرات مباشرةً، بحيث يكون هناك جسران لكل بوابة وعدد ثلاثة جسور للطائرات العملاقة، وستحتوي صالات المسافرين أيضاً على صالة واحدة للرحلات الداخلية وصالتين للرحلات الدولية الخاصة بركاب الدرجة الأولى وركاب درجة رجال الأعمال. ويضم العقد الثاني من مشروع المرحلة الأولى ساحات وممرات الطيران، إضافة إلى الطرق والأنفاق والجسور المؤدية إلى المطار، وكذلك مراكز المنافع والبنية التحتية، ومركز نقل الركاب والخدمات المساندة. ويضم المشروع ممرات للطيران بطول 25 كيلو مترا، وساحات جانبية للطيران تبلغ مساحتها 1.5 مليون متر مربع، وثلاثة مراكز منافع رئيسة، وأنظمة تكييف وقنوات تصريف مياه، وكل الخدمات المرتبطة بمبنى المطار. إضافة إلى نفق بطول سبعة كيلو مترات لشبكة المرافق والخدمات التي تضم الكهرباء، المياه، مياه غير النقية، مكافحة الحريق، الصرف الصحي وشبكة لتصريف مياه الأمطار.
شبكات طرق
تربط المشروع شبكة من الطرق المؤدية إلى المطار والتي يبلغ طولها 20 كيلو مترا تتضمن طريقا سريعا وجسورا وأنفاقا ومبنى مواقف السيارات متعدد الأدوار بسعة 8200 سيارة، ومركزا لنقل الركاب ومحطة لسكة الحديد للربط مع خط السكة الحديدية (قطار الحرمين) الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. إضافة إلى أن المشروع يحتوي على واحد من أكبر وأجمل المساجد في المطارات، الذي يجري العمل عليه حالياً، والذي يُعتبر جزءا من عناصر المشروع، ويستوعب المسجد ثلاثة آلاف مصلٍ بمساحة قدرها 6700 متر مربع، ويتوسط موقع المسجد المطار والأحياء السكنية ليخدم أيضاً المصلين من غير مرتادي المطار.
مراحل عمل المشروع
تشف مجموعة بن لادن السعودية (المقاول الرئيس لمشروع مطار الملك عبد العزيز الجديد في جدة) على إنشاء مشروع المطار الجديد ، حيث قدمت في وقت سابق شرحا عن آخر مستجداتها فيما يخص مشروع إنشاء مطار الملك عبد العزيز في جدة، موضحة أن العمل جارٍ بشكل مستمر وعلى مدار الساعة، وأنه تم إنجاز جزء كبير من المرافق الأساسية وصالات المسافرين ومواقف السيارات وبرج المراقبة الجوية الرئيس، وأشارت مجموعة بن لادن السعودية إلى أن المرحلة الأولى من مطار الملك عبد العزيز الجديد ستنتهي مع نهاية عام 2015، وأشار المشرف على المشروع إلى أنه ستتم مراعاة نقاط عدة في تصميم المطار الجديد وذلك لتأهيله للحصول على جائزة Leadership in Energy and Engineering Design)) LEED التي تمنح للمشروعات الصديقة للبيئة المراعية للعناصر البيئية في استخدام وتدوير الطاقة والمياه ونوعية المواد الإنشائية، إضافة إلى استخدامها تكنولوجيا إضاءات (L.E.D) بدلاً عن إضاءات الهالوجين التقليدية للتخفيف من نسبة انبعاث الحرارة، وبالتالي توفير الطاقة والتبريد وتحسين الأداء في التشغيل والصيانة. ويُصنف مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد في جدة من أكبر المطارات في منطقة الشرق الأوسط وآسي.