عبدالعزيز العيسى يكتب: منع تراخيص البناء لعاصمة نموذجية

عبدالعزيز العيسى- المسؤولية المجتمعية

 في خطوة متقدمة ومحفزة للنهوض بطفرة عمرانية جديدة في مدينة الرياض صدرت التوجيهات السامية بقبول المقترحات الذي دفعت بها  وزارة الشؤون البلدية والقروية والمتعلقة بإيقاف منح تراخيص البناء والتخطيط العمراني لعدد من شوارع الرياض الرئيسة؛ وذلك لرفع جودة التصميم العمراني في العاصمة وهي العنوان الحضاري لأي دولة لأنها محط أنظار العالم وانطباع زائريها.

وقع القرار برداً وسلاماً على كل حريص على مستقبل مدينة الرياض التي تدور بها بوصلة المنطقة وفق مؤشراتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وذلك لما تلعبه من دور محوري جعلتها العاصمة المناسبة للمؤتمرات والاجتماعات والقمم الإقليمية, هذا فضلاً عن التوجه السياحي الذي انتظم سياسات المملكة مما أوجب على المسؤولين العمل على تحسين الصورة البصرية للرياض, ونحمد للقرار الذي وافق عليه المقام السامي أنه بدأ بشوارع مهمة في مدينة الرياض تمزج البعد الاقتصادي بالطابع السياحي والترفيهي مثل طريق الملك سلمان وطريق الملك خالد وطريق جدة إلى القدية وطريق مطار الملك خالد «شمال الدائري الشمالي», ونأمل أن يتم التعميم في المرحلة القادمة ليشمل طرقات أخرى لها قيمتها حتى تحقق هذه الواجهات طموحات العاصمة الجديدة التي تتماشى مع رؤية الملك سلمان في رسم صورة مشرفة للرياض, تكون من أجمل مدن العالم.

فأحياناً تتعجب من العبث في تلك الشوارع التي أنفقت عليها الدولة الملايين من بعض العقاريين والمطورين وخصوصاً مداخل المدن الرئيسة، ونشاهد الخلل ونجد معظمها فوالين, مطاعم ضعيفة، مواد بناء، أو مفروشات! بالإضافة إلى  تصاميم المباني غير الحضاري  الذي يفتقد الجمال. 

لجنة مختصة لتصديق تراخيص البناء

وحسناً أن فطن القرار لضرورة المعالجة السليمة لمثل هذه الأساسيات, فمسيرة البناء والتشييد لن تتوقف ولكن ستكون هنالك ضوابط محكمة ودقيقة تضعها لجنة مختصة تُشكل  لهذا الغرض من الديوان الملكي وهيئة تطوير بوابة الدرعية، وأمانة منطقة الرياض وهيئة تطوير مدينة الرياض, وذلك حتى تليق الإنشاءات التي تقام على مثل هذه الطرقات بالعاصمة الحضارية للمملكة العربية السعودية مثل الأبراج والفنادق الفخمة ومقار الشركات الكبيرة, وتختفي ظاهرة تكدس السيارات أمام محال التجزئة التي تعيق الحركة وغيرها من الأنشطة التي يمكن أن تكون في الشوارع الصغيرة داخل الأحياء.

نتمنى من جميع العقاريين والمطورين والمهندسين المعماريين أن يساهموا في بلورة مبادرة «الأحياء النموذجية» حتى يكتمل المشهد الجمالي لعاصمتنا الرياض وهم جديرون بأخذ زمام المبادرة لخبرتهم العالية ووطنيتهم التي تذلل كل الصعاب بإذن الله.

Exit mobile version