عبدالعزيز العيسى يكتب: استدامة البناء .. والتفاصيل المجهولة

عبدالعزيز العيسى- المسؤولية المجتمعية

انتشرت في الآونة الأخيرة مصطلحات رنانة وجديدة على الوسط العقاري واستحوذت على مجالس رجال الأعمال، حيث أشيع استعمال كلمة (استدامة البناء) في محاولات لفهم المعنى المقصود الذي تعنيه وزارة الإسكان, وهي تعلن للقطاع خدمة جديدة تحت مسمى منصة البناء المستدام والتي تهدف لتحقيق الجودة للوحدة السكنية، وهي خطوة تحسب للوزارة من ضمن مساعيها في تطوير آلياتها لخدمة القطاع العقاري.

ولكن في المقابل كشف استطلاع قامت به صحيفة أملاك أن هذه الخدمة لا توجد على أرض الواقع ولم تطبق رغم أنها عملت ضجة كبيرة وشغلت تفكير المهتمين بالعقار، والكثير من المطورين لا يعرف عنها شيئا، وهذه الضجة وما تداولته وسائل الإعلام مليئة بمعلومات غير صحيحة وتأويلات ونتائج غير منطقية؛ مما أربك المشهد العقاري وبدأت تأثيراتها على الملاك والمطورين في بيع منتجاتهم العقارية الجاهزة وبتأجيل تنفيذ مشاريعهم المستقبلية لأنهم لا يعرفون المطلوب منهم من أجل استدامة البناء وجودته وفق المعايير الجديدة وآلية التطبيق، لذلك هم الآن في حيرة من أمرهم ينتظرون حتى تتضح الرؤية لديهم.

وإطلاق خدمة مثل استدامة البناء تحتاج لأرضية قوية من التجهيزات والإعلام، فمثلما سعت الوزارة لتأهيل كوادرها الفنية، نأمل منها الاهتمام بتنوير المعنيين بالبناء وتحقيق جودته بتنظيم الندوات التعريفية وورش العمل والاستفادة من الديوانيات العقارية حتى تكتمل المعلومة لملاك العقارات والمقبلين على التملك، في معرفة الخطوات اللازمة لفحص المباني القادمة، عبر آلية منهجية محددة يتم تطويرها من قبل جهات رائدة في مجال فحص جودة المباني القائمة، بجانب الكوادر المعدة سلفاً لهذه المهمة، وخاصة بعد أن بدأ المعهد العقاري في ممارسة عمله في تأهيل منسوبي القطاع العقاري.

تسليط الضوء أكثر عن استدامة البناء

تخوف العقاريين من هذه الخطوة ناتج من التصور الخاطئ بأن استدامة البناء قد يزيد التكلفة بنسبة 50%،

هذا ما يزيد من مناشدتنا لوزارة الإسكان بتكثيف الدور الإعلامي والتثقيفي حتى يمتلك العقاريون جميع المعلومات والأهداف

لأن طرق إنشاء وتشييد مشاريعهم لا تحتمل الخطأ الذي قد يكلف الشركة ملايين الريالات،

وأيضاً ينبغي كشف الجوانب الإيجابية لاستدامة البناء التي توفر الطاقة المنزلية والمياه بنسب اقتصادية جيدة على المدى الطويل،

فضلاً عن زيادة العمر الافتراضي للمبنى، ما يحقق المزيد من المكاسب للملاك،

هذا بجانب الاستخدام الأمثل لمواد الإنشاءات، والكثير من المزايا التي يجب أن يعرفها المجتمع العقاري.

==

==

Exit mobile version