حدد تقرير عقاري خمسة عوامل رئيسية ترسم ملامح الفرص الاستثمارية في سوق دبي العقارية خلال عام 2019، متعلقة بزيادة مساحات وتكنولوجيا البناء والبيع بالتجزئة ونضج السوق الصناعي وقطاع الفنادق, وأشارت شركة “جيه إل إل”، المتخصصة بالاستثمارات والاستشارات العقارية عالميا، إلى أن التكنولوجيا ستواصل فرض تأثير رئيسي عبر جميع قطاعات عقارات الإمارات خلال 2019، إذ تمتلك الحلول الجديدة القدرة على تسخير وسائل أكثر ذكاءً وكفاءةً للتنبؤ بأحوال السوق وتعاملات الشراء وإدارة الأصول، وستواصل التكنولوجيا العقارية دورها في توفير فرص استثمارية جذابة في عصر المباني والمدن الذكية. وتتركز العوامل في الآتي:
أولا: زيادة متسارعة في نمو قطاع المساحات المكتبية المرنة في دبي
يمثل التوجه العالمي نحو المساحات المكتبية المرنة في عقارات الإمارات أحد أكبر التحولات التي شهدها القطاع العقاري في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وتواصل دبي قيادة هذا التوجه في المنطقة، حيث تشير التوقعات إلى استمرار حالة النمو هذه بوتيرة متسارعة خلال السنوات القادمة بفضل الطلب القوي من قبل المستأجرين والملاك أيضا.
وشهد عام 2018 ارتفاع عدد مشاريع المساحات المكتبية المشتركة والمخدّمة إلى 70 مشروعاً (بمساحة إجمالية تبلغ 69 ألف متر مربع) من 9 مشاريع فقط (30 ألف متر مربع) خلال عام 2010.
ولا يزال مفهوم المساحات المكتبية المرنة يحظى بإقبال واسع مع تركيز على طرق العمل الجديدة وتحقيق كفاءة من حيث التكلفة.
ثانيا: الاستفادة من التكنولوجيا لبناء مبانٍ ومدن أكثر ذكاءً في عقارات الإمارات:
تحتل المدن الذكية أولوية أجندة الحكومة مع دخول رؤية 2021 طور التنفيذ، وسيسمح دخول التكنولوجيا إلى مكان العمل لمديري المرافق ومشغلي المباني بفرض رقابة وثيقة على أداء مبانيهم، بالإضافة إلى تحسين جاذبية المباني للمستأجرين، وبالتالي تحسين الأداء المالي.
وستواصل التكنولوجيا العقارية إحداث تأثير عميق ضمن عدد من المجالات، بما في ذلك التقنيات التنبؤية لتحليل أداء العقارات والتعاملات في السوق وتوفير وسائل أكثر ذكاءً لإدارة العقارات.
ثالثا: إعادة تعريف قطاع التجزئة في مواجهة النمو المستمر لقطاع التجارة الإلكترونية
شهد قطاع التجزئة في عام 2018 تحديات بسبب زيادة المعروض وتنامي قطاع التجارة الإلكترونية.
وسيعتمد الأداء المستقبلي للقطاع على ابتكار مفاهيم الترفيه المبتكرة لتعزيز مستويات الإقبال والإنفاق.
وسيحتاج مالكو مراكز التسوق إلى تمهيد الطريق أمام اتجاه “الترفيه أثناء التسوق” و”الترفيه أثناء تناول الطعام”،
في ظل نجاح المفاهيم المرتبطة بالأطعمة والمشروبات في الحلول مكان منافذ البيع بالتجزئة التقليدية.
رابعا: نضج السوق الصناعي يعزز الطلب على المرافق المتخصصة:
مع ظهور مفهوم التجارة الإلكترونية وما تبعه من تحول رقمي على مستوى قطاع سلسلة التوريد،
يشهد الطلب على المرافق الأكثر تخصصاً زيادةً متزامنةً بما في ذلك مستودعات التخزين،
وسيوفر العام المقبل المزيد من الفرص بالنسبة إلى المرافق في المناطق الحرة التي تضم مراكز التوزيع الصناعية.
خامسا: قطاع الفنادق قد يشهد المزيد من فرص البيع وإعادة تصنيف العلامات التجارية في عام 2019:
شهد عام 2018 طفرة في مبيعات الفنادق في الإمارات، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2019
حيث يسعى المشغلون إلى الانتقال إلى نموذج “الأصول الخفيفة” “asset light”،
وبالتالي يعزز ثقة المستثمرين إثر تحسن شفافية السوق فيما يخص المعاملات الحديثة.
ومن المرجح أن يشهد عام 2019 أيضاً المزيد من إعادة تصنيف العلامة التجارية،
(نظراً لأن أكثر من 50% من غرف الفنادق في دبي تديرها حاليًا العلامات التجارية العالمية الضخمة)
مع استمرار نمو العرض في القطاع الفندقي المتوسط في السوق.