لا شك أن توفير السكن الملائم الذي يحفظ كرامة المواطن أمر في غاية الأهمية ويشكل الهم الأكبر للدولة وكافقة قطاعات المجتمع ، وهي قضية جماعية مشتركة ،لا تقع على عاتق الدولة فقط بل يجب أن تشارك فيها كافة القطاعات وبصورة خاصة قطاع المقاولات والإنشاءات الذي يقع عليه العبء الأكبر للقيام بهذا الدورالكبير، لذلك فقد جاء الأمر الملكي الكريم الذي أصدره مؤخرا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله،باعتماد 20 مليار ريال لتنفيذ خدمات الكهرباء والمياه باراضي مخططات المنح وأراضي إسكان المواطنين ليؤكد مدى حرص الدولة على أهمية توفير السكن للمواطنين، كما يمثل تعزيزا وإضافة حقيقية لما سبق من أوامر بهذا الخصوص وإسهاماً في سرعة استفادة المواطنين من مخططات المنح في مناطق المملكة.
لقد وضع الأمر الملكي الجهات المختصة أمام الأمر الواقع للاسراع في تنفيذه، حتى تتسارع خطى توفير الوحدات السكنية ليستفيد منها قطاع كبير من المواطنين، كما أن هذا الأمر يمثل امتدادا للأمر الملكي الذي أصدره الملك عبد الله ، رحمه الله، والقاضي بدعم وزارة الإسكان بمبلغ 250 مليار ريال لتشييد 500 ألف وحدة سكنية بمختلف مناطق المملكة. ورغم أن هذا الأمر قد صدر قبل أكثر من أربعة سنوات ولكن هناك تباطوء في تنفيذ الوحدات السكنية لمشاريع الإسكان من قبل وزارة الإسكان، بل أن هناك العديد من مشاريع الإسكان تعثرت بعض الشئ وكمثال لذلك تعثر مشروع “الإسكان” بمنطقة الرياض المجاور لمطار الملك خالد الدولي.،حيث حدثت بعض الخلافات بين أرامكو و”الإسكان” على أرض المشروع وترتب بموجبه قيام أرامكو بسحب أكثر من 62 في المئة من أرض المشروع ،أي ما يمثل نحو 3600 قطعة أرض، وعللت أرامكو هذا الإجراء بسبب مرور خط أنبوب غاز بالقرب من أرض المشروع، حيث يبلغ المشروع نحو 5 ملايين متر مربع، ويوفر أراضي سكنية مطورة تبلغ 7000 وحدة وتقوم بتطويره إحدى الشركات الوطنية للتطوير العقاري.
هذا الإجراء في غاية الخطورة ويؤكد غياب التنسيق بين الجهات ذات العلاقة، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تقم وزارة الإسكان باتباع كافة الإجراءات التي تحفظ حقها قبل الانطلاق في تطوير أرض المشروع التي مضي العمل فيها لأكثر من عام؟، فما ذنب المطور العقاري الذي بذل الجهد والوقت في تنفذ أعمال البنية التحتية المختلفة.
حقيقة.. تحتاج وزارة الإسكان للإسراع أكثر في تطوير الأراضي تمهيدا لتنفيذ الوحدات السكنية.. لقد مر الكثير من الوقت والمواطن ما زال ينتظر وينتظر والإيجارات لا ترحم ، فمتي تنفرج إزمة الإسكان؟