لا أحد يجهل الدور الحيوي الذي يؤديه الإعلام المتخصص في خدمة وترقية القطاعات الاقتصادية لما يمتلكه من قوة وتأثير في صناعة الرأي العام وتحديد موجهاته، مما يحتم عليه أن يكون صادقاً ومتجرداً في عكس الواقع، وهذا يقتضي بطبيعة الحال التعاون المطلق بين الجهات التي تعتبر مصادر للمعلومات وبين الإعلاميين بمختلف تخصصاتهم، وذلك حتى يتم تحليلها بمهنية تساعد في اتخاذ القرار الصائب وفي الوقت المناسب.
ولحجم القطاع العقاري الضخم، وقلة وجود الإعلام المتخصص في مؤسسات الرأي العام (صحف – إذاعة – تلفزيون -الإعلام الجديد) جاءت في توصيات الأمسية الثقافية والعقارية الرائعة التي نظمتها ديوانية الخرماني الخميس الماضي، التي تشرفت بالمشاركة والحديث فيها، أهمية وضرورة تأسيس كيان مهني وعلمي يجمع الزملاء من أهل التخصص في الإعلام العقاري، وذلك لتقديم خدمات احترافية مسؤولة بعيداً عن المصالح الشخصية، ويعمل الكيان الذي تمت تسميته مبدئياً بـ “جمعية الإعلام العقاري”، حيث يأتي هذا التوجه لتبادل الخبرات بين الذين شهدوا حقب متقلبة من تاريخ القطاع العقاري حتى أصبحوا شاهدين على العصر يستطيعون بكل مهنية قراءة المستقبل من خلال المعطيات الماثلة حتى يستفيد منها المهتمون في وضع خططهم ودراساتهم للسوق؛ وقراءتنا وتوقعاتنا في “صحيفة أملاك” عندما بدأت جائحة كورونا بالظهور بالإغلاق وتأثيرها المدوي على قطاع العقارات خير دليل على أهمية الاستماع لرأي الإعلام وتحليله للقضايا الاقتصادية، هذا التوجه الجديد للإعلام العقاري بالطبع سيجد مناهضة من بعض الذين لا تسعدهم صدق المعلومة وقوة منطق التحليل.
ومن الجميل أن تأتي هذه المساعي والأفكار متزامنة مع القفزة النوعية التي تمر بها المملكة على الصعيدين (المحلي والعالمي)، وما ستسفر عنه استضافة المملكة لفعاليات معرض “إكسبو 2030”, الذي سيجذب المزيد من الاستثمارات العالمية.
ويتطلب ذلك جهود إعلامية مكثفة، وقنوات متخصصة تستعرض موارد وإمكانيات القطاعات المختلفة وخاصة القطاع العقاري .