مقالات أملاك.. هاني خاشقجي يكتب: تقنيات العقار والمدن الذكية

هاني خاشقجي- جود الإسكان.. عنوان الخير السعودي

تقنيات العقار والمدن الذكية

بكثير من البرامج والآليات، رسخت رؤية 2030 كل ما هو متطور في مفاصل الدولة، وعملت جاهدة على نقل التقنيات الحديثة إلى كل المشاريع التنموية، من أجل تحقيق هدف رئيس، سعى إليه عرّاب الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بإعادة بناء المملكة الثالثة على أسس قوية ومرتكزات صلبة، تؤكد للجميع أن المملكة وطن التقدم العلمي ومركز الازدهار التقني.

لم تقتصر بوصلة التقنيات على مجال دون آخر، وإنما استهدفت المجالات كافة، بدءاً من الاتصالات والصناعة مروراً بالصحة والاقتصاد، وصولاً إلى قطاع العقار الذي أثبت أنه من أكثر القطاعات القابلة للتطور التقني، والتحديث العلمي، طمعاً في الحصول على منتجات عقارية نموذجية، تلبي حاجة الإنسان، بالحصول على سكن مريح، يحقق أهدافه العليا في إسعاد البشر، والحفاظ على البيئة نقية وخالية من التلوث.

 أستطيع التأكيد على أن المملكة ومن خلال رؤيتها الطموحة، تعد اليوم من أوائل دول العالم التي بدأت تسلك طريق التقنيات الحديثة في قطاعها العقاري، وبدأت من حيث انتهى الآخرون في هذا المسار، ولعل في مشروع “ذا لاين” خير مثال على ما تسعى إليه الدولة، وفيه تتجسد أعلى تقنيات العقار، في إيجاد مدن تعتمد الذكاء الاصطناعي، فلا يوجد فيها شوارع ولا سيارات؛ وعلى الرغم من هذا، سيتمكن ساكنو المدينة من الوصول إلى مقاصدهم في غضون  5 دقائق فقط، بفضل بنية المشروع التحتية، والتصميم الفريد لكل التفاصيل، يضاف إلى ذلك أن المشروع يعتمد كلياً على الطاقة النظيفة والمتجددة، ويضمن الاتصال الرقمي، وتلبية احتياجات السكان، وبلغت التقنية في “ذا لاين” ذروتها، عندما أعلن المشروع أن كلفة بنيته التحتية ستصل إلى نسبة 30% أقل من المدن التقليدية.

قد أتفق مع من يقول إن الاتجاه لتأسيس المدن الذكية في المملكة، ومنها ذا لاين وغيرها، هو أمر مهم، اعتمدته المملكة أخيراً في إطار جهودها الاستثنائية، للمحافظة على البيئة من التغير المناخي، ولكن من الظلم اقتصار هذا التوجه على ظاهرة التغير المناخي، وتجاهل سيل الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تحققها تقنيات العقار في المساكن الجديدة، فالعيش في منزل يعتمد التقنية الحديثة، يوفر الطاقة، ويصاحب البيئة، ويوفر في ميزانيات البناء، وهي مزايا تبعث السعادة في نفوس ساكني العقار، وهذا المشهد ليس ببعيد من برامج جودة الحياة التي اعتمدتها الحكومة في أداء مشاريع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان.

وقياساً على ما سبق، لا يمكن تجاهل الزيارة التي قام بها وزير “الشؤون البلدية” ماجد الحقيل إلى مركز عمليات المدن الذكية في مقر الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، واطلاعه على المنصة الوطنية للمدن الذكية، ولم تختتم الزيارة إلا بعد أن وقع الطرفان مذكرة تفاهم تهدف إلى تحقيق الاستفادة القصوى من التقنيات، وتحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي، وتفعيل مفهوم المدن الذكية، وفي تلك الزيارة إشارة جلية على أن المملكة سلكت طريق تقنيات العقار، ولن تحيد عنه، رغبة منها في تطوير القطاع، والوصول به إلى أبعد نقطة من التقدم والازدهار المأمول القائم على التقنيات الحديثة، وغداً سنقطف المزيد من ثمار تلك التقنيات.

@khashogjisa

Exit mobile version