يظن البعض أن التشريعات الفنية الخاصة بسلامة المباني سوف تنتهي بتطبيق بنود كود البناء السعودي؛ وهذا مفهوم خاطئ لا يعتمد على النظرة الاستراتيجية للأنظمة، وبُعد نظر المحلليين الذي يبنون نظرياتهم وتوقعاتهم من أرض الواقع؛ لذلك نتوقع بعد التطبيق الفعلي على جميع المباني أن تخضع هذه التجربة الشجاعة للدراسة والتقييم الشامل؛ حتى يتم التقويم والتصحيح وتحديث الكود في كافة التخصصات دورياً.
القطاع العقاري مثله ومثل بقية القطاعات الاقتصادية به الكثير من الدخلاء الذين أوجدتهم (الصدفة) أو (المجاملة) في دروبه الشائكة التي لا يخبرها إلا خبير استزاد بالخبرة والصبر والعلم، الدخلاء يعتبرون الكود قيوداً وعراقيلاً وُضعت في طريقهم، عكس العقاريين المحترفين والمتخصصين، فهم يعرفون جيداً ما معنى أن تجتهد اللجنة الوطنية للكود سنوات طويلة، وهي تبحث وتنقب في الدراسات العلمية والبحوث مستفيدة من تجارب الدول الصديقة حتى اكتمل مشروع بناء الكود، وهو يحتوي على مجموعة من الاشتراطات والمتطلبات من أنظمة ولوائح تنفيذية وملاحق متعلقة بالبناء والتشييد.
يعرف العقاريون الحقيقيون أن بنود الكود تهدف لضمان السلامة والصحة العامة للإنسان والمكان والموارد، فهم يضعون في حسبانهم أن المنزل أو العقار هو أثمن ما يتمناه المواطن ليتحقق له الاستقرار النفسي، لذلك وجب على الجهات المعنية أن تهتم بالمواصفات التي تجلب السعادة والراحة لمن وهب كل مدخراته لشراء منزل العمر ليستظل به، أو عقار تجاري يضمن له استثمار يقاوم ظروف الطبيعة وغدر الزمن وألاعيب العابثون، هكذا يفكر العقلاء، عندما يتحدثون عن الكود يتحدثون عن قوة واستدامة المباني، ولا يدقون الطبول منذرين ومحذرين من ارتفاع متوقع لأسعار العقار، وكأنهم يريدون الرجوع بنا قروناً للوراء المبني على (أنت وحظك) الموسوم بالفوضى والغش.
العقار الجيد القوي بمواصفاته القياسية قيمته محفوظة فيه، إذا ارتفع سعره، فقيمته التسويقية ترتفع أيضاً لجودة المنتج التي هي أصبحت أصلاً من أصول تقييم العقار، وهذا حتماً ما لا يريده بائعو ومنتجو (الفلل الكرتونية) التي سيتم الصرف على صيانتها مبالغ طائلة، هل عرفتم الآن لماذا كود البناء السعودي مهم؟