وطنٌ أحلامه في الثريا
عبدالعزيز العيسى
أسرج خيالك الجموح وأطلق له العنان ليضع صورة تقريبية زاهية الألوان بديعة الجمال عن مملكتنا وهي تستشرف 2030، حتماً سيتلاشى سقف الخيال الذي سوف يتمدد إلى مالا نهاية، فكل فرحة ستعقبها فرحة أخرى.. وكل إنجاز سيتلوه إنجازٌ آخر، هكذا هو مستقبل بلادنا الزاهر حين نتأملها من خلال احتفالاتنا باليوم الوطني 92 لتوحيد المملكة على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
عندما تشير القيادة، أيدها الله، إلى الثُريا، علينا السفر على أجنحة الأماني والأحلام المُبتغاة بثقة وطمأنينة بأن الوصول إلى القمة سيكون وشيكاً، وبإرادة وعزيمة قوية، استمدت طاقتها من (همة السعوديين مثل جبل طويق)، كما قال القائد الملهم ولي العهد محمد بن سلمان، حفظه الله، فإذا أردت أن تعرف مستقبل أمة.. فانظر إلى ثقة قادتهم بقدرات الشعب.. وإلى شعب يمد أكاليل الزهر عبيراً لمن أولاهم أمره.. حتماً ستجد الرضا والامتنان والحب رصيد مشترك وأحاسيس متبادلة بين الجميع.. لذلك صعدت المملكة العربية السعودية إلى القمة بهمة عالية وفكر ثاقب وصبر وثبات لتحقيق ما كان يُحسب من المستحيل، لنا الحق في أن نفتخر ونفاخر بهذا الوطن المعطاء، الذي جعل للإنسان السعودي حضوراً فاعلاً ومميزاً في كل المحافل، وأينما كان المكان والزمان ارفع رأسك.. فأنت سعودي.
92 عاماً رسمت على صفحات التاريخ روح الانتماء، فكان قلب الوطن خلال هذه السنوات أرضاً خصبة لرعاية النجاحات في كل المجالات، بدءاً من تأهيل المواطن وصقله، ومروراً بتحفيزه وتهيئته لممارسة الحياة في المستقبل، إلى أن يكون هو المستقبل بعينه، فانتقل الإنسان السعودي من مستخدم إلى صانع ومبتكر، فدانت له التقنية، حتى أصبحت المملكة بكل فخر مصدراً مهماً للتقنية الحديثة في كل القطاعات.
عندما نرنو إلى الثُريا في عليائِها لنكتب التاريخَ بحروفٍ من ذهب، فإننا نحتفظ في ذاكرتنا البدايات التي قادت لتوحيد المملكة، والتحديات الجسيمة التي واجهت هذا الحُلم، حتى نعضُ عليه بالنواجذ، ونحافظ على نعمة الأمن والأمان بالالتفاف حول مكتسبات مملكتنا الحبيبة، وللتاريخ حكاية في مملكتنا لم تُكتب بعد.