مقالات اليوم الوطني.. هاني خاشقجي يكتب: وطن المبادئ والقيم

هاني خاشقجي- اليوم الوطني 94

وطن المبادئ والقيم

هاني خاشقجي

قصة اليوم الوطني للمملكة “استثنائية” في تفاصيلها ودروسها.. وملحمة بطولية جسدها الملك المؤسس

يختزن تاريخ البلاد والأمم، أياماً خالدة، لا تغفلها الذاكرة، ولا تتجاهلها العقول، تحتفظ في ثناياها بقصص بطولية، يصاحبها الانبهار الممزوج بالاحترام والتقدير، لأحداث إنسانية، صنعت التاريخ، وأسست لأوطان شامخة وباقية.

ومن بين تلك القصص، تبدو قصة اليوم الوطني للمملكة “استثنائية” في تفاصيلها ودروسها المستفادة، وملحمة البطولة التي جسدها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، على أرض الجزيرة العربية، ليكون نتاج جهده وطناً شامخاً مزدهراً، صنع المستحيلات على أرض الواقع، وحقق في أقل من 100 سنة، ما لم تحقق دول أخرى في مئات السنوات.

مهما أقول أو أتحدث عن الوطن، فلا يمكن أن أوفيه حقه، أو ألخص مسيرته الحافلة بالإنجازات، التي صنعها ملوك المملكة عهداً بعد آخر، واستطاعوا أن يحولوا رمال الصحراء الصماء إلى جواهر ولآلئ، يشع منها ضوء الحضارة الإنسانية التي سطرها المواطن السعودي بجهده وعرقه، فكانت التجربة مثالاً يُحتذى في الإرادة والعزيمة.

ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني الـ92، تغمرنا السعادة، ويملأنا الفخر بوطن تجلت فيه المعجزة الحقيقية، التي صنعها الملك عبد العزيز، مستعيناً برؤية ثاقبة، ونظرة تستشرف المستقبل، واضعاً حزمة من المبادئ والقيم التي أثمرت عن تشييد وطن بحجم أمة خالدة ما بقي الإنسان على وجه الكرة الأرضية.

وتتواصل معجزات الوطن، عهداً بعد آخر، بالوصول إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد عزيز، باني المملكة الثالثة على أسس ومرتكزت قوية، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، صاحب رؤية 2030 الطموحة، التي أعادت توظيف إمكانات البلاد، وغيرت شكل المملكة، وحولتها إلى دولة محورية، تؤثر في محيطيها الإقليمي والدولي.

الإقرار بتجليات الرؤية وإنجازاتها المتتالية في كل مجلات، لم يكن نابعاً من الداخل فحسب، وإنما أقرت به دول العالم، التي أدركت أن المملكة قررت أن تتغير، وترتدي ثوباً من التألق والتطور، وتسلك طريقاً مغايراً في مسيرتها، لتصبح دولة كبرى، تشارك دول العالم الأول اهتماماتها في التقنية والتطور والعلوم والاقتصاد، وهو ما أشارت إليه المنظمات الدولية صراحة، وأكدت أن المملكة حققت تحت مظلة الرؤية كل ما تحلم به، وتسعى إليه، وما زال للحلم بقية.

في مثل هذا اليوم.. نسترجع الذكرى ونستلهم العبرة، ونستفيد من الملحمة التي سطرها رجال آمنوا بربهم، وتوكلوا عليه، وساروا في ركب الملك عبد العزيز في توحيد البلاد  تحت راية التوحيد، فكان لهم ما أرادوا وأكثر، بأن حققوا ما سعوا إليه.

في مثل هذا اليوم.. يحق لنا أن نفخر ونباهي الأمم بماضينا المشرف، وحاضرنا المزدهر، وأبطالنا الذين أعادوا كتابة التاريخ كيفما شاؤوا، ليعلنوا أمام العالم انهم أبناء المملكة العربية السعودية، بلاد الحرمين الشريفين، وطن العدل والحق والإسلام والمساواة..

في مثل هذا اليوم، يرفع كل مواطن ومواطنة رأسه شموخاً وفخراً بما تحقق على أرض الوطن، وأدعو الله أن يحفظ لنا ولاة أمرنا، وأن يمتعهم بالصحة والعافية، وأن يجزيهم خير الجزاء لما يبذلونه لراحة أبناء هذا الشعب الوفي.. ودام عزك يا وطن.

@khashogjisa

Exit mobile version