يشكل الخوف من فقدان الوظيفة وعدم الاستقرار في بيئة العمل أحد الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية للعامل، لاسيما مع عجز كثير من الناس على الوفاء بالتزاماتهم الحياتية، وهو ما يؤدي بهم إلى الانزلاق نحو الاضطرابات والوقوع فريسة للأمراض النفسية والعصبية، حيث ربط خبراء علم النفس بين زيادة معاناة الموظفين من المشكلات النفسية وبين المتغيرات السريعة في سوق العمل والتي تقترن بزيادة الخوف من المستقبل، كما أن المنافسة بين الموظفين أصبحت أكثر وضوحاً وحدة، وتشكل عبئاً على الموظفين أنفسهم فيما بينهم، حيث إنه من المفترض أن يظهروا قدرتهم على الإنجاز والإنتاجية بدلاً من “صراعات العمل” التي تنشأ نتيجة الطموح الجامح لبعضهم، وما يترتب على ذلك من نتائج نفسية منها فقدان الثقة والخوف والانسحاب .
ويأتي الاكتئاب على رأس الأمراض التي تصيب الأفراد الذين يقعون فريسة ونهباً لتلك الاضطرابات والتي يتسبب فيها المحيطون من دون أن يشعروا، يليه الأمراض الجسمانية ثم الانحدار نحو إدمان المشروبات الكحولية خاصة بين الرجال .
وفي أوروبا اكتشفوا أن التغيب عن العمل بسبب الأمراض النفسية ينتشر لدى جميع الفئات العمرية ولكنه يزداد بشكل ملحوظ لدى الشباب وتصل نسبة إصابة النساء بها إلى ضعف نسبة إصابة الرجال، ومن مؤشرات الإصابة بالمشكلات النفسية أن يأتي الموظف إلى مكتبه ويحملق في جهاز الكمبيوتر الخاص به من دون أن يعرف ماذا يريد أن يفعل .
ويكمن الحل في التركيز على تدريب الموظفين وتنظيم ورش عمل ودمجهم مع زملائهم وخلق جو صحي للعمل، وطمأنة العامل وعدم التلويح له دائماً بورقة إنهاء خدماته والحرص على رفع الروح المعنوية للموظف ودفعه نحو العمل والإنجاز، كما أن العلاقات الإنسانية والاتصال وبناء الفريق ومجموعات العمل تعزز الثقة بالنفس وتحافظ على الصحة النفسية للعاملين .
كما يجب علىالموظف أن يكون قادراً على تحمل الضغوط أكثر من غيره السقيم، ويجب أن ننتبه إلى أن أجسادنا ليست حائط صد يمكنها تحمل الضغوط إلى مالا نهاية، وأن عقل وجسد الموظف هما رأسماله في عمله ويجدر به أن يحافظ عليهما .