إعداد / خالد عبدالوهاب
هكذا يختزل هذا القول الكثير من المفاهيم التي تحدد أهمية الموروث الحضاري لأي أمة . و من استرجع ماضيه ووجد فيه مخزوناً جيداً من القيم المحسوسة و الملموسة فإنها ستكون منطلقاً جيداً لإثبات وجوده كماضٍ عريق يستند إلى وقائع مهمة .
و مهما بلغ الإنسان من تطور في كل مناحي الحياة فإنه يظل مشدوداً لتلك الجذور التي نشأ منها و ترعرع في أراضيها لأن الشجرة إذا قطعت من جذورها ماتت. خبراء الديكور و التراث
اليوم و نحن نتتبع خطوط الموضة و أحدث ما أنتجه المصممون و ما أفرزته عقلية خبراء الديكور و التصميمات الداخلية .
صار اللامعقول معقولاً!!! . أثاث غريب عجيب. إضاءة صارخة .ألوان فسفورية.
لكن الجميل الذي يثلج الصدور هو ما تبناه بعض الغيورين على التراث و حرصهم على أن يكون تراثنا جزءاً من لمسات الديكور الداخلية.
كم من منزل يألفه الفتى.. و حنينه أبداً لأول منزل
فالحنين للمنزل التراثي أعطى المصممين فرصة لاستلهام التراث و توظيفه في مساحات و مفردات شعبية تضاف إلى التصميم الحديثة للمنزل , و كأن هذا التراث تجديداً و بعثاً لروح كانت موجودة أعيدت إليها الحياة فصارت أجمل من كل الابتكارات, ففي التراث المحلي سمة جمالية و أبعاد نفسية لا يعرفها إلا من كان متفاعلاً معها .
هذه الأيام نلحظ و بشكل يدعو إلى الفخر أن التراث صار جزءاً لا ينفصل من ديكور المنزل و صارت القطع التراثية توجد في كل زاوية وركن في المنزل حتى أن البعض يضعون في منازلهم ركناً خاصاً للتراث يجمعون فيه كل ما له علاقة بالتراث من قطع ترمز إلى حيات الأجداد السابقة ,
وعادة تكون هذه القطع غير مستخدمة و لكن أهميتها تكمن في قيمتها التراثية , و أصبح وجودها في ركن خاص يعطي مزيداً من الخصوصية والتفرد فصار الركن التراثي في المنزل شخصية مستقلة تربط الأبناء بماضيهم و تذكر الآباء بمورثهم و تعطي الزائر انطباع جميل عن مورثنا الحضاري و كيف أنه يشكل اهتماماً أولياً و مصدر فخار لا ينضب .
طريقة التوزيع
الركن التراثي في المنزل عادة ما يكون :
في إحدى الزوايا.
المضاءة إضاءة جيدة .
يطلى بطلاء أبيض “ أو بيج “ مع بني.
الزخارف في الجدران مستوحاة من الرموز النباتية لجدران الطين كالمثلثات و الدوائر و الزخارف الشعبية .
يعلق على الجدران بعض القطع التراثية كالسفرة و حاملة الحاجيات و بعض البنادق القديمة أو قطع السلاح اليدوي كالسيوف و الخناجر .
يمكن فرش الأرضية بقطع سجاد قديمة و وضع مساند و كراسي تراثية موزعة في الأركان لكي تعطي الزائر فرصة التمتع بالجلوس و التعايش مع التراث .
على الأرضية بواسطة منصات صغيرة توزع القطع التراثية حسب استعمالها أو حسب أي نظرة أخرى , المهم أن تكون موزعة بشكل متناغم يوحي بالذوق و لا يفقد القطع أهميتها التراثية أو التاريخية .
يمكن تعليق فوانيس في السقف للإضاءة .
استخدام الأبواب و الشبابيك الخشبية التراثية المتميزة بنقوشها الشعبية الجميلة.
ومن القطع التي توجد بكثرة في الزوايا التراثية:
ركن القهوة و يحوي الكمار, الدلال ,الأباريق, العلب, الفناجين ,المنفاخ ,الملقاط الخ
ركن أدوات المرأة و زينتها و يحوي ملابس المرأة و مجوهراتها و الصناديق الخشبية و المرش و المكحلة الخ…
إن الأهم من جميع القطع هو طريقة توزيعها بشكل متناغم و إذا رغب أحد تجهيز ركن تراثي يمكنه أن يستشير أحد المختصين في التراثيات أو مهندس ديكور لكي يخرج بالشكل المتميز للركن.
الطراز الهندي
هذا الطراز يمتاز بالجرأة في خلط الألوان فالجدران تطلى باللون البرتقالي المحمر مع بعض اللمسات باللون الذهبي التي ممكن عملها بالإستينسل أو اللون الأحمر والأصفر الطفي أو الأخضر والبنفسجي , ويفضل لو كان الطلاء بطريقة تميل إلى التعتيق.
الستائر تكون بلونين ومن القماش الهندي الساري توضع بجانب بعضها وحتى إذا كان أحدهم بطبعات صغيره ذهبيه يكون افضل واللون يكون احمر واصفر معتق ويفضل لو تعلق الستارة على قضيب الحديد الأسود.
الإكسسوارات تكون بين الخشبية والقماش كالقطع التي تعلق على الجدران والنحاسية والفضية أي كل ما يميل للشرقي ومزين بحبات الخرز و الترتر و يمكن استخدام الأساور الملونة التي تستخدمها النساء في الديكور على الطاولة التي في منتصف الغرفة توضع قطعه من القماش الساري كمفرش يمسك المفرش باليدين بشكل طولي ويدخل فيه الأساور من أحد الجهات ثم يوضع على الطاولة بحيث يبقى الجزء الذي به الأساور فوق الطاولة والطرف الآخر يتدلى على الأرض بانسياب .
الشموع أيضا من الإكسسوارات التي تميز الطراز الهندي يفضل اختيارها بألوان حمراء وذهبيه وصفراء و توضع على شمعدان من الحديد المصنع الأسود لتناسب قضيب الستارة .
وأيضا من الإكسسوارات البسيطة والجميلة جدا الشراشيب التي تمسك بها الستائر من الجنب والمصنوعة من خيوط الخيش أو من خيوط الحرير و غيرها وبألوان حمراء وصفراء الخ ..