اعداد/ الدكتور وضاح السعيد
نستضيف اليوم بعالم الكبار رجل من كبار رجال الأعمال بالمملكة العربية السعودية إنه عبد الرحمن بن علي الجريسي الذي ينحدر من قرية صغيرة من قرى نجد الكبرى تسمى (رغبة) وتقع على بعد حوالي 120 كلم شمال غرب الرياض، فعندما أصبح عمره سنتان توفي والده. تلك هي النقطة التي بدأ بها رحلة حياته, قام جده بتولي أمر تربيته وبعد ذلك عمه محمد الجريسي وكان محاطاً بالحب والرعاية من عمه وعاش حياة أسرية كريمة ومستقرة وقد أصبح اليوم عبد الرحمن الجريسي شخصاً معروفاً ليس في المملكة العربية السعودية فحسب وإنما أيضاً في معظم بلدان العالم سواء في مجال الأعمال التجارية أو الدوائر الاجتماعية.
وقد بدأ عمله في السن 14 عاماً فقط. محققا لرغبة عمه والتحق بالعمل كمساعد بياع، وبمجرد توليه العمل واجهته ظروف صعبة ناتجة من طبيعة وقت دوام العمل الطويل والمستمر. كما كان عليه أن يقوم بأداء أعمال إضافية غير مهامه الرئيسية كجلب الماء من بئر بعيدة إلى منزل التاجر الذي كان يعمل معه. أيضاً واجهه تحدياً كبيرا من زميل له في العمل كان ذلك شابا ونشيطا وذكي للغاية ومنافس يستغل أي فرصة ليبرهن لصاحب العمل بأنه أميز منه بكثير. لذا بدأ الشيخ عبد الرحمن الجريسي يشعر بالإجهاد والإحباط, فكان عند رجوعه لمنزل عمه تتبادر لذهنه الأفكار بأن يترك هذا العمل . غير أنه سرعان ما يبعد هذه الفكرة من رأسه. حيث كان يقول لنفسه لماذا الرجوع للخلف , فيواصل عمله. استمر في هذا الحال لمدة ثلاث سنوات طوال دون أن يعرف بالضبط ما هو مرتبه.
على الرغم من كل هذه التحديات أثناء تلك الفترة من مسيرة حياته فقد استطاع أن يدير ويتطور بذكاء في التجارة. أيضاً تعلم مبادئ المحاسبة التجارية. كما استطاع أيضاً أن يكسب من زميله في العمل الصبر والعمل الجاد. بيئة العمل الصعبة التي عاشها في ذلك الوقت جعلت من الصعب عليه الاستمرار فكان لا بد أن يتوقف عن ذلك العمل.
وبحمد الله استمر في مشواره وتغلب على كل التحديات والإخفاقات التي واجهته إلى أن بدأت جهوده تؤتى أُكلها ثم بعد ذلك توالت نجاحاته، لا زال يذكر وبكل فخر أصدقائه والأشخاص المخلصين الذين وقفوا بجانبه عند بداياته الأولى ، ولا زال يقدر كثيراً تلك الصداقات، فهو يؤمن إيماناً راسخاً أن دنيا من غير أصدقاء أوفياء فهي دنيا من غير معنى .
ويشغل عبد الرحمن بن علي الجريسي منصب رئيس مجلس إدارة شركة مجموعة الجريسي حيث تلعب مجموعة الجريسي دورا نشطا في الحياة الاجتماعية والثقافية بالمملكة حيث تقوم بدعم الأعمال الخيرية والمشاركة في المهرجانات والفعاليات الثقافية المختلفة، كما تقوم بدور كبير في المناسبات الوطنية، وبرامج يوم المهنة والتوظيف لمساندة برامج السعودة بتوفير فرص العمل وجذب الخريجين السعوديين وتهيئتهم لسوق العمل في كافة القطاعات لمواكبة التطور التنموي السعودي المتعدد التي يحتاجها الاقتصاد السعودي، وعن مبادئ العمل التي انطلق منها الجريسي لتحقيق أهدافه يقول “من بداية عملي مع الشيخ عبد العزيز بن نصار وكذلك في بداية عملي الخاص كنت أنطلق من ثلاثة عناصر مهمة جداً وهي الأمانة في التعامل مع الصدق والإخلاص، والأمر الثاني هو العمل الجاد؛ حيث يجب أن يأخذ الإنسان العمل بجد ولا يأخذه على أساس أنه من الممكن أن يعمل اليوم ولا يعمل غداً أو يحضر إلى العمل اليوم وغدا ثم بعد ذلك الاستمرار في العمل بمعنى ألا يتعجل الإنسان في الأمور بل لا بد أن يعمل ويجتهد ويصبر ويستمر في هذا العمل”.
وقد حصل عبد الرحمن الجريسي على العديد من الأوسمة والتكريمات والشهادات منها:
وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.
شهادة دكتوراة الشرف في فلسفة الاقتصاد من جامعة كينسنعتون الأمريكية.
شهادة دكتورة الشرف في فلسفة إدارة الأعمال من جامعة أمريكا – ولاية مونتانا الأمريكية.
جائزة المؤسسة الأمريكية العالمية لتقييم المنجزات – لوس أنجلس – كاليفورنيا.
جائزة الشخصية الإسلامية العالمية المميزة لعام 2000م مؤسسة (محمد الإسلامية) شيكاغو بولاية ايلونيز.
وسام جوقة ليوبولد الثاني برتبة كوماندوز (وسام بلجيكا الرفيع) من ولي العهد البلجيكي الأمير فيليب
رجل العام 2004م من المعهد الأمريكي للسير الذاتية American Biographical Institute.
منح العضوية الأكاديمية الروسية في علم الاجتماع 2007م.