تؤدي المعارض والمحافل العقارية دوراً مهماً في سلامة القراءة الصحيحة للسوق العقاري من خلال ثيرمومتر العرض والطلب، وهي من أصدق وأنجح المؤشرات في عكس تأثير المتغيرات على رغبات المستهلكين (مشترين أو مستأجرين)، ويبدو ذلك واضحاً من طبيعة الأسئلة والاستفسارات التي تستقبلها الشركات العارضة، وهي تشكل أهمية كبيرة للمستثمرين، وتمثل بقدر كبير اتجاهات الرأي العام، وتُبنى عليها الخطط للمستقبل.
وأيضاً، هي بالمقابل موسم وفرصة رائعة للمطورين والوسطاء والمستثمرين لعرض أحدث مشاريعهم وفتح قنوات تواصل فيما بينهم، وتعقد الصفقات ومذكرات التفاهم، وغير ذلك من المكاسب، لذا، تجد عناية خاصة من الشركات الكبيرة، ويخصص لها ميزانية ؛ حتى تستطيع رسم صورة ذهنية جميلة ومُقنعة للزائرين والشركات الأخرى، من هذه المنطلقات نالت المعارض العقارية حظاً وافراً من الجهات الحكومية في رعايتها والمشاركة فيها حتى تقف مع أصحاب المصلحة في الهموم وإيجاد الحلول للعقبات المختلفة.
وما يجب أن نُشير إليه هو أهمية هذه المعارض لدى أوساط المواطنين والطبقات المستهدفة، وخاصة الأسر الراغبة في شراء مسكنها الأول، من خلال برامج مدروسة تستطيع أن تعكس أهمية هذه التجمعات للفئات المتوسطة، ويكون ذلك بالتنسيق مع الشركات العارضة والبنوك والمُمولين، ويتساءل الكثير من رواد هذه المعارض: لماذا لا تقدم بعض الشركات العارضة عروضاً خاصة بزوار المعرض تحفز على اقتناص الفرصة والشراء؟ لماذا نجد بعض الجهات تقدم نفس منتجاتها وبذات المزايا التي نسمعها في مكاتبها؟ المواطن والشركات يُريد أن يرى شيئاً جديداً، وهذا بالتأكيد يصب في المصلحة العامة، ويعمل على كسب رضا الزوار، ويحقق مبيعات أكثر للشركات العارضة، مما يمنح المعارض الاستدامة.
ومن أهم مزايا المعارض العقارية، أنها تبث الطمأنينة في النفس، وتجعلنا ننظر للمستقبل بأفق مفتوح يقبل الابتكار وينشد التميز ويعزز الطموح، وذلك من خلال المشاريع الكبيرة التي تستعرضها الشركات، فهي رصيد في حب الوطن بالمساهمة في التنمية من خلال توفير العرض من خلال منافسة شريفة مع الشركات المماثلة.
لذلك، المعارض العقارية فرصة استثمارية يجب أن يستثمرها الجميع.