قراءة في كود البناء السعودي
رياض التركي
إن صدور نظام كود البناء السعودي يمثل طفرة هائلة في نظام التقنين السعودي بصفة عامة وفي نظام العمارة السعودية بصفة خاصة وهو مؤشر حقيقي على ان المملكة تقفز بخطوات واسعة وثابتة نحو المدنية الحديثة.
وتعرف المادة الأولى من نظام كود البناء السعودي, الكود بأنه (مجموعة الاشتراطات والمتطلبات وما يتبعها من لوائح تنفيذية وملاحق متعلقة بالبناء والتشييد؛ لضمان السلامة والصحة العامة)، وتنص المادة الثانية من لائحة نظام الكود على أنه (يهدف الكود إلى وضع الحد الأدنى من المتطلبات والاشتراطات التي تحقق السلامة والصحة العامة من خلال متانة واستقرار وثبات المباني والمنشآت وتسهيل سبل الوصول إليها وتوفير البيئة الصحية والإضاءة والتهوية الكافية، وترشيد المياه والطاقة وحماية الأرواح والممتلكات من أخطار الحريق والزلازل وغيرها من المخاطر المرتبطة بالمباني).
ومن هذا يتضح أن هدف نظام الكود ولائحته هو ضمان سلامة المباني ومتانتها وخلوّها من المخالفات البسيطة والخطرة. وتنص المادة الثانية من النظام على أن يطبق الكود على جميع أعمال البناء في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك تصميم البناء وتنفيذه وتشغيله وصيانته وتعديله، ويطبق كذلك على المباني القائمة في حالة ترميمها، أو تغيير استخدامها، أو توسعتها، أو تعديلها. ومن هنا ندرك أن استخدام مواد البناء القياسية التي تضمن سلامة المبنى وثباته واستقراره أصبح أمراً ملزما نظامًا.
وندرك هذا من خلال نص المادة الثامنة التي تقول: (يكون المصمم المشرف على تنفيذ البناء، والمنفذ، مسؤولين بالتضامن عن تعويض المالك عما يحدث خلال مدة معينة من تهدم كلي أو جزئي فيما أقيم من بناء، وعن كل عيب يهدد متانة البناء وسلامته بما في ذلك العيوب الخفية).
ولا شك في أن هذه النصوص من نظام الكود تدفع أصحاب المصلحة دفعًا لاستخدام مواد قياسية بمواصفات محددة, مما يعني أن الطلب على تلك المواد سيزيد بشكل كبير.
إن الخطوة الأولى في إنشاء مبنى قوي يعيش عمرًا أطول هي اختيار مواد البناء. لا يمكن تحقيق التصميم الجيد إلا باستخدام مواد عالية الجودة، وبالتالي فإن المواد هي الحل لمبنى جيد الأداء، وتعتمد جودة البناء بشكل كبير على المواد المستخدمة، فمن طبيعة الأشياء أن المواد الجيدة التي تستخدم في صناعة مادة معينة تكون نتيجتها منتج جيد الصنع.
حين يكون استخدام مواد قياسية في البناء ملزما نظاما فإن هذا يعني بطريقة مباشرة أن الطلب على تلك المواد القياسية سيكون مرتفعًا, وارتفاع الطلب على منتج معين يعني ارتفاع سعر هذا المنتج وبالتالي فإن كل ما يدخل هذا المنتج في صناعته سيرتفع سعره. فعلى سبيل المثال إذا تم اشتراط استخدام اسمنت بجودة عالية فإن الطلب على هذا النوع سيرتفع وسيؤدي إلى ارتفاع تكاليف البناء مما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع سعر العقار.